“بلاسخارت” ممثلة الأمم المتحدة في العراق قالت: إن أكبر تحدٍ يواجه العراق هو الفساد؛ لذا فإن محاربته تحتاج شجاعة وإرادة صلبة بل ومغامرة؛ لأن الفساد في العراق أصبح منظومة ومافيات تنخر كل مفاصل الدولة، والأخطر أنه محمي من قيادات سياسية ورؤوس كبيرة تملك السلاح والمال، وتقف عائقًا أمام التصدي له والقضاء عليه وكل رؤساء الوزراء السابقين لم يستطيعوا الوقوف بوجهه بل عمدوا إلى ضرب الفاسدين الصغار، وخشوا من الاقتراب من الحيتان الكبيرة.
رئيس الوزراء السابق الكاظمي شبه تعامله مع قوى السلاح والفساد كالرقص مع الأفاعي لعدم قدرته على ضربهم مما اضطرة إلى مجاراتهم خوفًا من سطوتهم.
السيد السوداني أصدر قرارًا شجاعًا بإلغاء الأوامر الديوانية التى صدرت بعد تاريخ ٢٠٢٢/١٠/٨م، وهي القرارات التى أصدرتها حكومة الكاظمي بعد تحولها إلى حكومة تصريف أعمال بعد حل البرلمان، وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد أصدرت ببطلان هذه الأوامر الديوانية في وقت سابق.
من جملة هذه القرارات التى سيتم إعادة النظر فيها
هي قرار تكليف مدير جهاز المخابرات
رئيس جهاز الأمن الوطني
رئيس الوقف السني
محافظ ذي قار وبابل والنجف وأكثر من ٤٠٠ أمر ديواني.
السوداني سبق هذه الخطوة بقرارات أخرى منها منع الوزراء من تعيين مدراء مكاتبهم من نفس حزب الوزير، وإعطاء الوزراء مهلة من أجل إثبات نجاحهم وإلا ستتم إقالتهم وإلغاء تكليف عدد من المستشارين في رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية.
والأخطر من ذالك هو توجيه ضربة قاصمة إلى شبكات تهريب النفط التى كانت تدار من قادة أمنيين؛ حيث تم إلقاء القبض على مدير شرطة الطاقة المتورط في هذه الشبكة، وكذلك عزمه على فتح كل ملفات الفساد الكبرى التى تقف وراءها رؤوس وحيتان كبيرة تملك السلاح والنفوذ السياسي، والتى لم ولن تقبل المساس بها أن محاولة السوداني الاقتراب واقتحام عش الدبابير مغامرة خطيرة لكنها ليس مستحيلة، وسوف تحظى بمباركة وتأييد ومساندة الشعب العراقي، ولكن السؤال الأهم هل يفعلها السوداني ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
0