مما لاشك فيه أن الإعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح له أثر كبير على حياة الناس في الوقت الحالي عبر التطبيقات المختلفة سواءً في تويتر، أو السناب شات، أو التيك توك وغيره. حيث يبدو ذلك واضحاً للوهلة الأولى من خلال العدد الكبير لمتابعي المشاهير المفضلين لديهم. وفي واقع الأمر يسيطر على أغلب المحتوى المقدم سخافات وتفاهات لا معنى لها ولا قيمة. فمنهم من يقدم العبث مثلاً بتصوير السيارات الفارهة، والفنادق الفخمة، والهدايا الثمينة وفيها من السخافة والابتذال الشيء الكثير، ومنهم من يقوم بدعايات لمنتوجات لا تتوافر فيها الجودة والإتقان، وهناك ماهو الأسوأ باستعراض مزيف وغير واقعي للحياة الشخصية الخاصة وكأنها دعوة مُضللة؛ لا قتحام الخصوصية عند الغير وهكذا وهذا كله حقيقة عَكَس صورة سيئة لصغار الشباب وخاصة المراهقين في مجال القدوة غير الحسنة مما يؤدي بالتالي إلى حياة تعيسة بائسة خانقة. وفي المقابل لا تخلو ومن باب الإنصاف وجود مشاهير يقدمون الكثير من الفوائد للمجتمع وهذه الفئة صراحةً أولى بالدعم والمساندة.
ومن الجميل أن خطب الجمعة في الجوامع تواكب قضايا المجتمع كافة وهذا ليس بالمستغرب بل هو دور من أدوارها الهامة وخاصة في الحرمين الشريفين فقد استعرض مؤخراً فضيلة الشيخ د.عبدالرحمن السديس _جزاه الله خيراً _ إحدى هذه القضايا وهي خطورة بعض مشاهير التواصل الاجتماعي حيث يقول فضيلته في بعض ماجاء في خطبته المباركة :”إن مشاهير التواصل الاجتماعي ينشرون عن الناس طعامهم وشرابهم ومجالسهم، ويتعرضون للخصوصيات، ويخترقون أستار الأسر، وأسرار البيوتات، وهمهم الشهرة مهما كلف الأمر. من المؤلم أن نرى بعضهم يسعى إليها سعياً حثيثاً حتى أنه لا يرى في الدنيا شيئاً غيرها، وربما تخلى عن قيمه ومبادئه وأخلاقه وعقيدته؛ من أجل سراب خادع يحسبه الظمآن ماء…إلى رجاء فضيلته للساسة والعلماء والدعاة؛ للتحذير من الشهرة والمشاهير ومتابعتهم؛ حفاظاً للقيم والأخلاق….” وهذا غيض من فيض.
إن من المؤكد أن الشهرة قديمة قدم التاريخ نفسه. فالمشهور في ذلك الزمن الماضي كل من كان ذائع الصيت في علمه أو عمله وفي مجاله المختص به عموماً. ولكن كان ذلك المشهور حينذآك أنموذجاً مشرفاً فقد كان يحمل في نفسه صفات الصدق والأمانة والإخلاص وتقديم المنفعة للناس. وفي هذا الوقت الحاضر اختلف الأمر تماماً فقد يكاد اهتمام أغلب المشهورين في إنشاء المحتوى السخيف الذي لا يحمل في مضمونه الفائدة بل أصبح وباختصار الوسيلة الأسرع في التكسب السريع إلى حد الثراء فهو في الحقيقة مهنة من لامهنة له. فمن خلال محتواهم المقدم بالإمكان طرح السؤال اللازم ماذا استفاد جميع أطياف المجتمع من مقاطعهم المصورة غير الخروج عن القيم والمبادئ والغثاء والملل ومع ذلك للأسف الشديد تسيدوا المشهد الاجتماعي، وهذا أيضاً بفضل دعم بعض القنوات الفضائية. وعلى أي حال يستثنى من هؤلاء المتسلقين المتطفلين فئة قديرة تقدم الجميل والمفيد في المحتوى عبر المعلومة الصحيحة والفكر المميز والثقافة الراقية فلهم منا الدعاء والشكر والتقدير.
خاتمة:
رسالة في غاية الأهمية لمن يهمه الأمر على لسان المحامي القدير الأستاذ محمد الوهيبي عن واقع بعض المشاهير يقول فيها: “المجتمع السعودي مستهدف..! هناك بعض مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدفع مبالغ مالية.. حالات واقعية وقفت عليها شخصياً، ونُظرت أمام القضاء يتم دفع مبالغ مالية لبعض المشاهير السعوديين أو المتسعوديين الذين يدعون أنهم سعوديين؛ بهدف أن يقوموا بنشر محتوى مسيء للمجتمع السعودي (راتب شهري) توجههم بعض الشركات؛ لخدمة أجندة من يحارب المملكة العربية السعودية اقتصادياً سياسياً اجتماعياً…!”.