ماذا إن كانت حياتنا هي المسعى والمُراد المرتجى!
وماذا إن توقفنا قليلًا عن السعي لهثًا خلف ما لا نحتاجه!
وقفت في منتصف الطريق تتأمل الغادين والقادمين من كل مكان في هذه المدينة وعلى مد البصر، محلات تجارية، أسواق كبيرة، مطارات، مطاعم متنوعة، وكاميرات مراقبة ترصد وتنشر كل شيء (لا لشيء) سوى ليذيع وينتشر ويصبح من المجهول إلى (براند) المعلوم الشائع، والذي يتسابق الجميع على اقتنائه لحاجة أو لغير حاجة..
***
وهنا وقفة تأمل وتساؤلات عده، هل نحن حقًا بحاجة هذه المقتنيات، هذه السلع التي قد لا يكون لها نفع أو لا تجد ما يُميزها، فكانت نعم الفرصة لشخصٍ ابتدع فكرة، وتلاعب بالمظهر، وتناول الجميع بسحر فرض الاحتياج (مهارة التسويق) بل احترافية اصطياد الهدف.
**
ذكاء يخالطه حيلة ومزيجٌ متناغم من الوهم وافتراض الاحتياج هو فقط ما يسوقُنا نحو المظاهر، فان لم ترتدِ ما نطلق عليه (ماركات) فلا قيمة لنا،
وتناسينا بأننا لسنا عُراة بدون هذه الملابس.. ولسنا حُفاة بدون تلك الأحذية، ولسنا ضائعين وعشوائيين بدون تلك الساعات..أو المجوهرات..
هو ذات الوقت مهما كان صانع الساعة، وذات الأداء مهما كان صانع الحقيبة، واختلاف الأذواق هو مقياس ما هو مناسب ولائق، لا ما هو (من تصميم فلان)
***
هو ذات الحال مع مرتادي المواقع والمتمسكين بها كواجبات، وطقوس مجتمعية..
فقد تتعاظم المشاكل إن لم يتابع أحدهم الآخر عبر حسابات المواقع الاجتماعية، وقد يتخلّف أحدهم عن واجب زيارة مريض أو مناسبة أو حتى وقفات إنسانية.. ولا يكترث لهذا أحد!
عجبًا من شيءٍ صنعناه لنتقدم (فصنع منّا جمودًا، وتأخرت فينا معاني الإنسانية وانطوت)
**
أُغلقت أبواب المنازل عن استقبال الأهل، وأصبح الاجتماع واللقاء مرهونًا بالمقاهي والمطاعم (الفخمة)
ولكلٍ تعقيب على هوية المكان،، والمستوى ..والخ..
ولا مبالي بكيان من سيلتقي، وكأن لسان حال الجميع يقول: (أما مكان لائق أو فلا)
كل ذلك للتوثيق، للتصوير، للنشر للتباهي لا من أجل اللقاء أو التواصل!
**
آسفًا
فنحن ننساق، وهم يضخمون أرصدتهم باستخفاف عقولنا.
لعبة ومن صممها يعلم جيدًا أنه سينتصر، ولكن الأغرب أن تكون الجمادات هي مقاييس البشر!
فكروا قليلًا، فلا دوام إلا للذكر الطيب.