تعرف الشخصية “بأنها المجموعة المنظمة من الأفكار والسجايا والميول والعادات التي يتميز بها شخص عن آخر”؛ ولأن الإنسان ابن بيئته يستطيع أن يتعايش مع المتغيرات وتقبل التطور كون نواة تكوين شخصيته النشأة التي عاش بها، وهو طفل في بداية عهده بالحياة، وهو قادر على تطوير تعايشه بما يسمح له بالتغير للأفضل.
ويقول العلامة ابن خلدون: البدوي بطل شجاع؛ وفاتح باسل؛ وحام للجار؛ وهو أبي للضيم؛ الإنسان السعودي يتضح أنه واسع الاطلاع تواق إلى طلب العلم؛ ولديه قدرات على الابتكار؛ ومواجهة الصعاب؛ والتناغم مع التطور التكنولوجي فكريًا وعلميًا وثقافيًا مما يؤكد تغير طبائع البشر مع تغير نمط الحياة كون شخصية الإنسان تشكّل تفاعلًا بين العوامل البيولوجية والعوامل الاجتماعية ومتغيرات الزمن!
وعند قراءة مؤشرات مفهوم الشخصية ندرك أنها هي المميزات التي تميز أي شخص عن غيره من الصفات العقلية والجسدية والخلقية التي تميز ذاته وكيانه عن باقي المجتمعات، ولكن ربما تجعله أكثر توافقًا مع بيئته ومعايشة التطور الحاصل في أي مجتمع!
ومن يتأمل واقع المجتمع السعودي يرى أن شخصية الإنسان السعودي تتميز بصفات إنسانية فريدة تسطر حقيقة واقع المجتمع الذي تربى على العادات والتقاليد الإسلامية، ويمتاز في أغلب الأحيان بالشهامة والكرم والطيبة، وهذه صفات يتوارثها الإنسان من بيئته التي تربى بها كون الالتزام الديني وممارسة الخصوصيه الدينية حق خاص لا أحد يتدخل به، وهذا المجتمع عايش نفس الأخلاقيات الإنسانية التي تكرس لسمو الأخلاق والنبل مثل احترام كبار السن والإحسان إلى الناس ومساعدة المحتاجين كل ذلك مكتسب من بيئة تربت على الإيجاب مع حفظ خصوصية كل إنسان وحريته الشخصية لكن المثل العُليا قي الغالب إيجابية لقبول التعايش مع أي ثقافة أو ديانة أخرى.
وعلينا أن ندرك جليًا أن رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فتحت آفاقًا جديدة للتغير الإيجابي الذي يقوم على مفهوم البناء والتنمية الاجتماعية المستدامة؛ حيث أتاح عمل المرأة مجالًا لها لكي تدعم أسرتها كونها تأتي بدخل مادي يساهم مع الزوج في تكوين أسرة ناجحة، مما يعني قدرة المجتمع المدني السعودي على التطور للبناء الإيجابي والتعايش.
وإذا كان الغرب يرسم عن السعودي صورة أنه يركب البعير، ويملك صنابير النفط في منزله لكن نفس هذا الإنسان السعودي عندما اتاحت الدولة لشباب الوطن الابتعاث شارك الكثير من أبنائنا وبناتنا المبتعثين والمبتعثات في التبرع بالدم وإنقاذ آلاف المرضى، والمساهمة في الأعمال الإنسانية في الدول التي يدرسون بها مما يعني أننا مجتمع يقبل الآخر ويتعايش مع كل الثقافات، ونقبل الاختلاف لكن الدين والوطن خطوط حمراء لن يسمح أي موطن أو مواطنة للآخرين بتجاوزها، والحلال بيّن والحرام بيّن!.
0