تُعد الجامعةُ مؤسسةً تعليميةً وتربويةً أُنشئتْ لخدمة المجتمع، ونظرًا لما تتمتع به الجامعة من إمكانات مادية، وكوادر بشرية مؤهلة؛ فإنّها تُعد المؤسسة التربوية الأجدر التي يمكن أن تُعنى بالمجتمع وقضاياه؛ ولهذا فإنّ المجتمع ينتظر منها الكثير، فدورها لا ينتهي عند الجانب التعليمي، والبحث العلمي فحسب؛ بل يمتد إلى خدمة المجتمع ودراسة قضاياه، وإمداده بالبحوث التي تُسهم في حل مشكلاته، وتحقيق تطلعاته، ومن المعلوم أنّ للجامعة وظائفَ ثلاثًا: الوظيفة التعليمية، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع: وهي التي تُعد الوظيفة الثالثة للجامعة، والجامعة تؤدي وظيفتها الثالثة من خلال أبعادٍ ثلاثة: التعليم المستمر، ونقل التقنية والابتكار، والشراكة المجتمعية.
ومع ما قدمته الجامعة من نجاح في تأهيل الكوادر المتخصصة والمتميزة في شتى المجالات، وما حققته من تميّز في مجال البحث العلمي؛ إلّا أنّ دراساتٍ عديدةً أشارتْ إلى أنّ ثمّة فجوة بين الجامعة والمجتمع، وأنّ دور الجامعة تجاه المجتمع لا يزال دون المأمول، كما أشارتْ دراساتٌ إلى جملة من المعوقات التي تحول دون الاستفادة من نتائج ما قُدِّمَ من بحوث تناولت قضايا المجتمع ومشكلاته؛ حيث أشارت تلك الدراساتُ إلى تعدد تلك المعوقات فمنها: أكاديمية، وإدارية، واقتصادية، واجتماعية، وغيرها.
ويمكن القول: إنّ من الأساليب الناجعة التي يمكن للجامعة أن تؤدي دورها نحو المجتمع من خلالها: إعارة بعض كوادرها لمؤسسات المجتمع الأخرى، وتعزيز المساهمة في عقد البرامج التدريبية التي تساهم في تأهيل أفراد المجتمع، وتزويدهم بالمهارات اللازمة، وتعزيز دور الكراسي البحثية، وتوجيه البحوث العلمية في -التخصصات ذات العلاقة بالمجتمع- نحو قضايا المجتمع المعاصرة، ومشكلاته الأكثر إلحاحًا.
إضافة إلى ذلك؛ فإنّ من المهم وضع استراتيجية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع ذات العلاقة؛ للاستفادة من نتائج البحوث، وتوظيفها بالشكل الصحيح؛ لينعكس نفعها على المجتمع بكافة قطاعاته. كما أنّ من الضروري معرفة واقع المجتمع، ومراعاة مكوناته الثقافية، وطبقات الاجتماعية؛ لتحقيق شراكة مجتمعية من خلال فتح قنوات التواصل بين الجامعة وأفراد المجتمع ومؤسساته، مع ضرورة تعزيز التواصل بين الجامعة ورجال الأعمال، والقطاع الخاص بشكل عام؛ لمعرفة قضايا المجتمع المستجدة، واحتياجاته، إضافةً إلى تعريف المجتمع بدور الجامعة تجاهه.
كما أنّ من الضروري أن يصل دور الجامعة إلى الأسرة؛ فهي اللَّبِنَة الأولى والأساسية في بناء المجتمع، وذات الدور الأهم في تنشئة أفراده؛ لذلك فإنّ من المهم العناية بها، والسعي في تأهيلها، ورفع مستوى وعيها؛ ليمكنها القيام بالدور التربوي المنوط بها، ويمكن أن يتم ذلك من خلال برامج التعليم المستمر، والعمل على تذليل العقبات أمامها، والتنوع بين التعليم الحضوري، والتعليم المدمج، والتعليم عن بُعد؛ بما يناسب واقع الأسرة، ويحقق الأهداف المَرْجُوّة.
1
كتبت فأبدعت متميز كعادتك يا دكتور