يقوم بهذا الدور جهة أمنية حكومية ذات اختصاص عالي الدقة بعناصر متخصصة ذات شرف وشغف وولاء للدين والمليك والوطن؛ لمكافحة الفساد بجميع أنواعه، ولا يخفى علينا ما نسمعه من بيانات عن مسؤولياتها ومهامها وإنجازاتها المشرفة، وبما أن المواطن هو رجل الأمن الأول؛ فالواجب عليه أن يتمتع بالحس الأمني، والدقة، والملاحظة بشعار يعد الولاء الحقيقي: “وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه”.
ومن هذا المنطلق يجب علينا الاهتمام بالفرد والجماعة وكامل طوائف المجتمع بما هي عليه من مبادئ وقيم وسلوكيات دينية وإنسانية متعددة المشارب. فعلى المجال الأسري يجب على أولياء الأمور اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة بالبحث والتحري عن سلوكيات الأبناء من الجنسين، والسؤال عن الرفقة والأصدقاء بأنهم من المكان المناسب وكذلك القول والفعل. وأيضًا التحري المناسب لقضايا النكاح للطرفين بطرق احترافية ومهنية، وليست بالطرق التقليدية المعروفة.. كالسؤال بالعمل أو بالمسجد. فللأسف هذه الأماكن هي أكثر ما يخفي فيها صاحب العيب عيبه، ويظهر بثياب بيضاء ناصعة تخفي الكثير من الدنس النفسي والسلوكي.
فالواجب علينا الاهتمام بالبحث والتحري خاصة لنفيس ما نملك بعد ديننا الحنيف بجميع ما يدعو له، وهي الكرامة وشرف العيش لأنفسنا وفلذات أكبادنا.
وعليه نؤكد مرة أخرى على البحث والتحري بكل الوسائل المتاحة عن كل من نتشرف ونسعد برفقتهم وصحبتهم ممن يشار لهم بالبنان بسمو المبادئ والقيم. فالأمة لا تجتمع على ضلالة بتزكية هؤلاء. فكم من أصحاب بريق ديني وجاه اجتماعي تسقط أقنعتهم بالمخالطة والمعاملة التي أقيم عليها الدين. فكم من طامس للعيون محترف بأسلوب الإظهار وإخفاء الباطن يصطاده الرجال ذوي الفراسة والفطنة والحكمة، والتي تفقه نظرات العيون وعثرات الألسن وتناقض الأقوال والأفعال. ولا يمرر عليها سذاجة وهزالة مثل هذه التصرفات؛ فالرجال مفاتيح لكثير من الصناديق لمعرفة محتواها الحقيقي، ومن لا يعرف الانتقاء والبحث والتحري لنفسه وأبنائه يستعين بأهل الجزالة من الرجال أصحاب العقد والحل فلكل سوق رجاله؛ وذلك قبل الانغماس بعلاقات شخصية أو تجارية على مستوى الفرد والجماعة. فالبحث والتحري الصحيح بجدية، ومهنية، وبسؤال الرجال نصل للرجال (لقد هيأوك لأمر لو فطنت له، فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملي)، ونترك الطيور المخالفة للمبادئ والقيم الدينية والإنسانية على أشباهها تقع وتسقي وتطعم بعضها البعض مما تربت وترعرعت عليه..فلكل فولة كيال (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).