مازالت خطب الجمعة تواكب قضايا المجتمع السعودي بمختلف أحداثها وتنوع مسمايتها وتتابع تطوراتها سواءً كانت هذه القضايا دينية أو اجتماعية أو صحية وغيرها من القضايا المتعلقة بكل مايهم الأسر والأفراد على حد سواء وإن كانت خطبة الجمعة لا تتجاوز الكثير من الوقت إلا أنها فاعلة وهامه وذات مضمون هادف؛ لإيصال الرسالة المأمولة. ومؤخراً وفي آخر صلاة جمعة كانت خطبة الجوامع كافة حول موضوع في غاية الأهمية وهو موضوع اجتماعي خطير انتشر في الفترة الأخيرة بشكل مؤلم لم يعهده المجتمع في العقود الماضية وهو ظاهرة الطلاق: هذه الظاهرة التي آلامها تتجاوز الزوجين إلى أبناء وبنات كان الأمل والتفاؤل يحدوهما بحياة هانئة مطمئنة مستقرة ولكن…! وأيضاً مما زاد الوضع ألما ومعاناة في الوقت الحالي وفي إتجاه مشابه للأسف ظهور مايعرف شرعاً بالخلع.. فكأننا انتهينا من ظاهرة الطلاق حتى تظهر لنا مشكلة الخلع.
ووفقاً لتقرير رسمي عن ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي فهي تصل إلى 7 حالات طلاق تتم كل ساعة..!! ولعل من أسباب الطلاق وأهمها عبر ماجاء في استطلاع صحفي أن من أهم أسباب الطلاق بين الزوجين هي: غياب ثقافات أو ضعفها عند الزوجين من ثقافة المصارحة، والاعتذار، والتعاون، والحوار، وأيضاً الاختلاف الفكري والثقافي الذي يؤدي إلى خلافات مدمرة، وتسارع عجلة الحياة وكثرة المتغيرات وتعدد المسؤوليات والتطورات التي لحقت بالعلاقة الزوجية، وتدخل الآخرين في حياة الزوجين تدخلاً سلبياً بقصد أو بغير قصد، الإعلام بشقيه القديم والحديث ومايتم خلالهما من تخبيب للزوجين وإفساد للعلاقة؛ بحجة الاستقلالية والحرية المزعومة، الخيانة الزوجية، ويضاف إلى ماسبق مايعرف حالياً بالنسوية وهي من وجهة من نظري من أشد معاول الهدم في وقتنا الحاضر. فقصصها كثيرة وضحايها أظهروا الندم ولكن بعد فوات الأوان..! وأعتقد شخصيا غياب عامل هام وقبل كل هذه الأسباب مجتمعة هو قصور في الثقافة الدينية في معرفة حقوق وواجبات الرجل والمرأة، وتجاهل لمعرفة طبيعة كل طرف عن الآخر.
وعلى الرغم من وجاهة الأسباب ووفقاً للاستطلاع السابق إلا أن هذا الطلاق المؤلم كان في القريب من الوقت من الصعوبة حدوثه إلا في أضيق الحدود
فكان لتدخل الآباء والأمهات الإيجابي سواء من طرف الزوج أو الزوجة ومن باب النصح والإرشاد والستر وأحياناً من باب الإلزام والقوة في أحيان أخرى، بل كان هناك تدخل بالخير من قبل أشخاص يسعون في إصلاح ذات البين وعلى رأسهم إمام المسجد، والمصلحون من أهل الحي، والعمدة. على أي حال مامضى فات ولن يعود ولن ينفع البكاء على ذلك الماضي الجميل.. والأمل كل الأمل لا نقول في القضاء على هذه الظاهرة تماماً فهذا لايمكن أبداً فهو يعد الحل الإجباري إذا انتهت كل الحلول الممكنة.. ولكن في الحد من هذه الظاهرة الاجتماعية البغيضة حتى تعود إلى أدنى مستوياتها وهذا من خلال الخطب والدروس الدينية، إضافة إلى آراء أهل العلم والاختصاص الصائبة في علم النفس، وعلم الاجتماع وكل ماله علاقة بهذه الظاهرة وعموماً..”لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا”.