إذا ترجل العظماء، وصحبهم الموت إلى الحياة الآخرة، وأُعلن العزاء تستحضر الذاكرة أبيات الرثاء الخالدة في ذاكرة التاريخ علها وعساها تعبّر عن تلك المشاعر المُفعمة بالحزن والأسى..
يقول الشاعر/ عبد الخالق خضران
رحل الذي من طيبه نتعلّمُ
“غرم اللهْ” الشهمُ النبيلُ الأكرمُ
كلّ القلوبِ تئنُّ من حزنٍ بها
فعنِ المحامد فيهِ قد نطق الفمُ
يا قبرُ هل تدري بأيِّ مكارمٍ
وافت إليك بموته .. هل تعلمُ
رباهُ فارحمهُ ووسِّعْ قبرهُ
ولتسقِهِ الرحمات أنت الأرحمُ
يقول أبو الحسن التهامي في مطلع قصيدة رثاء ابنه
(حُكم المنيّة في البرية جاري
ما هذه الدُنيا بدار قرار)
ويقول أبو البقاء الرندي في قصيدته الشهيرة
(لكُلِّ شيءٍ إِذا ما تمّ نُقصانُ ..
فلا يُغرّ بطيب العيش إِنسانُ
هي الأُمور كما شاهدتها دولٌ ..
من سره زمن ساءتهُ أَزمانُ
وهذه الدارُ لا تُبقي على أَحدٍ ..
ولا يدُوم على حالٍ لها شانُ)
رحل الأخ والصديق النبيل، غرم الله بن فرحان الزهراني، للقاء ربه وحتى هذه اللحظة والحزن يكبل يدي، وأنا أحاول كتابة ما يجول في خاطري من مشاعر عن هذا الإنسان العظيم.
من الحالات النادرة قل أن يجمع الناس في المجتمع بمختلف شرائحة على محبة شخص ما، ولكن الراحل كان على مسافة واحدة من الجميع، لا يعرف إلا اللون الأبيض، كان علامة فارقة في مجتمعه، أقواله حكم، وأفعاله كرم، كان رحب الصدر… طيب الخاطر والمعشر سخي العطاء، يشمل بخيراته كل من حوله..
في شخصه تمثلت قيم التسامح، والمحبة، والعطاء، كان يعلي من القيم النبيلة، والأخلاق الرفيعة، والإنسانية التي تجمع ولا تفرق، يدعو دائمًا إلى التعاضد والتكامل والتكافل بين أبناء الوطن، كان شخصًا واحدًا، ولكنه بحجم قبيلة لذلك أجمع الناس على محبته.
أما وقد رحل فحقه علينا أن ندعو له، ونسأل الله أن يرحمه ويتجاوز عنه، ويسكنه فسيح جناته، ولن ننساه سوف نبقى نستحضر في مكان وزمان مناقبه وفضائله التي لا حدود لها ..
إن مكارم الأخلاق تستمد قدسيتها من ديننا الحنيف، وجاء في الأحاديث الشريفة (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وكذلك (ذهب حُسن الخلق بخير الدنيا والآخرة)، والراحل يشهد له القاصي والداني بحسن الخلق تغمده الله برحمته وواسع مغفرته.
فعلا والله ابو صادق انسان طيب وكريم ولكن بعض الناس كان ياكل ويشرب ويعزم نفسه عنده ودايم متواجد على سفرة ابو صادق وللاسف ماحد شافهم في عزاءه ولا لهم ذكر ولا اثر يذكر
وعندما تفيض المشاعر تخرج كلمات بسيطه هي لاتوفي من فقدنا حقه ولكن ..
اقول ..
ابا صادق غادرت دار بها كل المحبين .
ذهبت الى رب كريم ارحم الراحمين ..
قد كنت حاتم وجمعت خصال الكريمين ..
في غيبتك دمعت عيون كل الملايين.
وموتك ابكى قلوب البشر والقريبين .
والله ما يوفيك شعر وكل الدواوين.
انت الصدق والكرم والشهامة وكل العناوين.
كنت الصديق والاخ وجامع خصال القريبين .
ايادي الكرم تحدث عنها الحضر البداوين .
عجزت حروف العزاء فيك ياغلى المحبين .
وعزاؤنا فيك ما تغطية الايام ولا كل السنين .
وفاء الاخوة يعجز الوصف عنها الكثيرين .
الله يعوضك جنة الفردوس وكل العزيزين .
ويطيل عمر والدنا ابو عبد الله لنا سنين.
ويرحم من فقدنا ويسكنهم جنات النعيم .
.
صدقت يا أبا سلطان في كلما ذكرت عن أبو صادق فارس الكرم الخالي من الهياط والذي كان ينشر المحبة والإخاء والتسامح والكرم
رحمه الله ووالدي ووالدك وجميع أموات المسلمين