مخططات ولي العهد تفتقد للجوامع

تُعد مخططات ولي العهد السكنية من “1حتى 9” من مخططات المنح لأمانة العاصمة المقدسة وهي في الواقع من المخططات الناجحة في مكة المكرمة؛ نظراً لما تتميز به من جودة التخطيط والتنظيم وتباين مساحات الأراضي، وأيضاً كونها ملتقى للعديد من الطرق الخارجية. وقد تسارع أصحاب المنح من المواطنين وممن اشترى لاحقاً إلي تشييد مساكنهم الخاصة، هذا غير المؤسسات وشركات المقاولات الاستثمارية عبر بيع الوحدات السكنية الجاهزة مباشرةً أو من خلال البنوك التجارية. وقد نمى العمران في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ ومذهل في هذه المخططات، إضافة إلى اختيار جهات حكومية وأهلية مواقع فيها؛ لإنشاء مقارهم الرسمية ومشاريعهم التجارية. ولم تتوقف الإنشاءات حتى اللحظة بل متوقع المزيد من الزحف العمراني تجاه هذه المخططات وخاصة في ظل احتمالية نزع ملكيات جديدة وسط المدينة والمأمول سرعة توفير الخدمات كافة من قبل الجهات ذات العلاقة.

وحقيقة يعاني المواطنون في تلك المخططات من نقص في كثير من الخدمات الضرورية ويأتي في مقدمتها عدم توفر المساجد والجوامع وتحديداً في مخططات “8،7،6،5” حيث يضطر السكان وخاصة وقت صلاة الجمعة لتأديتها في المناطق القريبة منهم في حي الكعكية وحي بطحاء قريش وغيرهما من الأحياء المجاورة. يقول المواطن عبدالله علي الزهراني في هذا الشأن: “مخططات ولي العهد الجديد (8.7.6.5 ) من المخططات الواعدة والتي تراهن عليها أمانة العاصمة المقدسة لاسيما وأنها بوابة الجنوب، وهي موازية لأرقى أحياء مكة المكرمة “حي العوالي” ونظراً للكثافة السكانية المُشاهدة في هذا الحي الجديد، ووجود مستشفى على مستوى متميز، وكذلك المدينة العالمية للسيارات لأ كبر حراج سيارات، ووجود مدينة صناعية متكاملة.. إلا أن هذا الحي يفتقد لكثير من الخدمات الأخرى من وحدة دفاع مدني، ومركز صحي، وشبكة مياه، وصرف صحي، وحدائق عامة، وتقوية الاتصالات لشبكة 5G، ويأتي من أهم هذه المطالب كافة إنشاء المساجد وكذلك الجوامع الكبيرة.. كلنا رجاء من أصحاب القرار بالمسارعة بتنفيذ هذه الخدمات لحاجة الأهالي الماسة لها”.

إن من المأمول من فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد” إدارة شؤون المساجد” المسارعة ببناء المساجد والجوامع لأهالي هذه المخططات “8،7،6،5″ سواء من خلال المخصصات المعتمدة للوزارة من الدولة_ و فقها الله_ أو التعاون عبر الراغبين من المحسنين والمتبرعين فالصلوات المفروضة مازالت حتى اللحظة تؤدى في صنادق” بركسات” صغيرة وبطبيعة الحال تفتقر هذه الأماكن إلى أدنى متطلبات السلامة والنظافة هذا إلى عدم توفر الماء على مدار اليوم. ولله الحمد مكة المكرمة وبلا شك هي مقصد كل محسن ومتبرع من أبناء هذا البلد المبارك، بل أن بناء المساجد والجوامع هو محل تنافس دائم بين أهل الخير كافة وفي كل الأوقات ولا يتطلب هذا الأمر إلا عرض المواقع المقترحة للبناء، إضافة إلى إيجاد مرونة كافية في الإجراءات النظامية الحالية؛ من أجل الحصول الرسمي على التراخيص اللازمة. فهل نرى في القريب العاجل البدء في تشييد المساجد والجوامع فهذا ما يأمله جميع أهالي هذه المخططات بل ما نأمله جميعاً في رؤية بيوت الله تعالى مشيدة.