في بعض الأحيان تسيطر علينا الرغبات في الحصول على بعض المقتنيات ويخيل إلينا أنها احتياجات أساسية ولانستطيع الاستغناء عنها ولكن عندما نقوم بشرائها وصرف الكثير من الأموال عليها يزول شعورنا بأهميتها وأهمية وجودها من ضمن ما نملك حتى أننا كثيراً ما ننسى هذه المقتنيات أو قد نستخدمها فترة بسيطة من الزمن ثم نهملها ولا تعد ذات أهمية لدينا.
وعلى الجانب الآخر هناك مانحتاجه فعلياً والذي قد لا يكون لدينا إدراك حقيقي لأهمية تخصيص جزء من ميزانيتنا المالية عليه، فبعض الناس مثلاً يتهاون في تسديد فواتير أو عمل إصلاحات ضرورية أو وقائية في منزله بالرغم من احتياجه الفعلي لذلك، حتى أنه يماطل أو يهمل في التركيز على ميزانيته وتقسيمها بحسب احتياجاته الفعلية، بينما تجد رغباته في الجانب الآخر تسيطر عليه بحيث يدفع مبالغ كبيرة على سبيل المثال في شراء أجهزة فيها تقنيات متقدمة تفوق احتياجه الفعلي أو غير ذلك من المقتنيات المغرية التي تتهاتف الشركات في الإبهار في عرضها والترغيب فيها. وهذا هو المقصود بالوقوع في فخ “الهدر” الهدر المالي وربما الوقوع في براثن القروض التي لا ترحم.
وهذه المعضلة من الممكن أن نتفاداها بإعادة النظر وتقييم دوافع الرغبة أو مبررات الاحتياج لدينا وأهميتها وأولوية كل منها في حياتنا.
بمعنى آخر: عندما يكون لدينا مهارة عالية في كبح جماح الرغبات في فترات معينة من حياتنا والتركيز أكثر على الاحتياجات الفعلية سيكون لدينا القدرة على تجنب الوقوع في فخ “الهدر المالي” الذي ضحاياه هم من لايستطيعون التمييز بين ما يحتاجون إليه فعلياً وبين ما يرغبون في اقتنائه إما لرغبة منهم في التميز عن الآخرين أو بسبب شعور وهمي ناتج عن مهارة الشركات المعلنة التي تروج للمنتج على أنه من ضروريات الحياة بينما هو ليس كذلك على الإطلاق.
0