المقالات

عندما يخل الإعلام المصري بالمهنية

نحب مصر وأهلها؛ لأن صفوة البشر -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بهم خيرًا، ولأن قيمة مصر ومكانتها وثقلها السياسي والثقافي والاقتصادي يضعها في قلوبنا، لكن أهل الكنانة يعطون أهل الخليج والسعودية على وجه الخصوص أحيانًا كتفًا قانونيًا، قد يكون عنوة، وقد يكون ضمن منافسة الكتف المسموح بها عند أهل “الجلد المنفوخ”.
تابعت ما نقلته القناة الإخبارية السعودية يوم الخميس 18 أغسطس 2022، وما نشرته صحيفة الأهرام في نفس اليوم عن المشاريع الإنمائية في سيناء، وتحويلها من أراضي جرداء إلى واحة خضراء، وهذا شيء يسر كل محب لمصر وأهلها، لكن التعامل الإعلامي كان مائلًا كل الميل في الصحيفة الرئيسة في مصر مقارنة بما أوردته القناة “الإخبارية” السعودية الرسمية، كان الإعلام المصري بقيادة “الأهرام” يقدم هذه المشاريع العملاقة ومدى ما تأمنه من فرص وظيفية لسكان سيناء، وتوفير الكميات الغذائية كمردود اقتصادي دون الإشارة للسعودية التي أقامت ثلاثة عشر مشروعًا تنمويًا هنا توقفت عند المهنية الإعلامية المصرية التي علمونا المصريين ورموز إعلامه الذين عملوا في السعودية وكنت أحد تلاميذهم كيف يقدمون تقريرًا كاملًا عن المشاريع متجاهلين الدعم السعودي؟ وكيف أخل الإعلام المصري بمدرسته الرفيعة، ونحر المهنية إلى درجة الجحود والنكران؟
قد نقبل الجحود والنكران من أشقائنا في اليمن وفلسطين ولبنان لأننا تعودنا ذلك منهم، لكن أن يأتي التجاهل من مصر الحبيبة، ومن إعلامها الذي علم الوطن العربي مهنة الإعلام، وعلمهم شرف المهنة منذ انطلاق صحيفة الأهرام في 27 ديسمبر 1875.
قد نقبل الشطحة، أو النطحة من أي بلد عربي إلا مصر لأننا معهم سويًا في خندق واحد، والمواقف السياسية العديدة تكشف صدق المواقف ونُبل المشاعر بين البلدين.
ذهبت ردة الفعل عندي عندما تابعت التغطية الفضائية السعودية وتغطية صحيفة الأهرام العريقة إلى الظنون، وتساءلت هل إرث صحيفة الأهرام اللبنانية المنشأ المصرية الهوية أتى بفكر أحفاد مؤسسيها الأخوين بشارة وسليم تقلا؟ وهل تأثر الفكر بعدوى حزب الشيطان، وحوثي الغدر حتى أصبح الطعن في الخاصرة ؟
عمومًا قدمت السعودية دعمها للأشقاء في مصر بثلاثة عشر مشروعًا زراعيًا تنمويًا، وعلق على ذلك في القناة “الإخبارية” رموز مصرية عاقلة، ومتزنة في مقدمتهم عميد كلية الزراعة عبد الغني الجندي وأشاروا إلى دور السعودية في بناء هذه المشاريع مع البنية التحتية التي تضمن الاستدامة للإنتاج والتصنيع الزراعي.
لا أستجدي الصوت الإعلامي المصري لتلميع دور السعودية، بل أطلب منهم الإنصاف، لقد قدمت السعودية دعمها للشعب الذي نحبه ويحبنا، وهم يستحقون ذلك، وهذا العطاء بملايين الريالات السعودية لإحياء ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة في سيناء سيسهم في تنمية المنطقة العربية كلها، وسيصب لصالح الأمة العربية لتحقيق التنمية، والاستقرار بدلًا من الغدر والخيانة والقتل والتهجير التي أتت بفعل فاعل في العواصم العربية الأربع التي ارتضت أذناب البقر.
شكرًا للقائد المصري العظيم “السيسي” الذي يواجه الإرهاب في سيناء بالتنمية، وشكرًا للسعودية ودول الخليج التي تنشر السلام والوئام بصرف النظر عن تجاهل بعض الإعلام المصري، وبصرف النظر عن المنبطحين في أحضان عدو العرب الحقيقي، ويكفي أن السعودية استوصت خيرًا بأهل الكنانة منذ نسف خط بارليف بشيك مفتوح قدمه الملك فيصل لأنور السادات لتحقيق انتصارات أكتوبر 1973م إلى شيك التنمية والغذاء والأمن والسلام في سيناء الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى