المقالات

المرأة السعودية وكرة القدم.. الأغلبية ستكون للنصر

أسعدني جدًا التفاعل الكبير الذي أبدته المرأة السعودية مع مباريات منتخبنا الوطني في مونديال كأس العالم بقطر، وبدا ذلك واضحًا حتى في المولات والكافيهات والأماكن العامة التي أتاحت فرصة المشاهدة الجماعية؛ حيث سجّلن حضورًا مائزًا، وتشجيعًا مؤزرًا، ومعرفة جيدة بكرة القدم وقوانينها، وبرع بعضهن في التحليل والمناقشة والتوقعات حتى في المباريات الأخرى في المونديال.

وقادني هذا التفاعل إلى التفكير في موضوع شعبية الأندية السعودية، التي ظلت لزمن طويل رهنًا على القاعدة الرجالية، ولم تدخل المرأة السعودية في الحساب على الإطلاق..
ومع واقع الحال، ومنذ السماح للمرأة السعودية بدخول الاستادات وحضور المباريات، وإقرار الرياضة النسائية، وانطلاق الدوري النسائي السعودي، مع التفاعل المشهود مع مباريات كأس العالم، فإن القناعات المعلّبة والمحفوظة والمتداولة حول هذه “الشعبية” يجب أن يُعاد النظر فيها وفقًا لهذا المتغير الكبير، الذي أراهن أنه سيقلب كثيرًا من القناعات الحالية، ويبدِّل المقولات المتداولة، وبالتالي فإنه عند إجراء إحصائيات أو استفتاء في المرحلة المقبلة، يجب أن يؤخذ في الحسبان الرجال والنساء على حد سواء.. ويقيني أنه متى ما تم ذلك بصدقية وحيادية فإن الغلبة – في رأيي – ستكون لصالح نادي النصر، وذلك لجملة أسباب؛ أوّلها الرهان على مستقبل النادي وفق حجم الاستثمارات والتجهيزات التي أعدت فريقًا يمتلك محترفين أجانب بارعين، ومحليين مهاريين ذوي معدل عمري جيد مقارنة بالمنافسين، وبالتالي فهو قادر على اكتساح الساحة المحلية والفوز ببطولاتها المقبلة، وكذلك القارية، ومتى ما تحقق ذلك فحتمًا سيحظى النادي بحب وانتماء مشجعين جدد له، بخاصة من صغار السن من الجنسين، والأمر الآخر الذي سيزيد من شعبية “العالمي” هو حسمه لصفقة الأسطورة العالمية كرستيانو رونالدو كما يتردد الآن في وسائل الإعلام العالمية، وهي الصفقة التي ستقلب كل الموازين، وستوجِّه أنظار العالم للدوري السعودي عمومًا ونادي النصر تخصيصًا، بما يُكسبه شعبية تتخطى المحيط المحلي إلى العالمي، فضلًا عن امتلاك “النصر” لميزة تنافسية يتفرّد بها عن باقي الأندية السعودية وهي إنجابه للأسطورة السعودية والعربية والآسيوية الأولى ماجد عبدالله والذي بقي ولا يزال الرقم الأول محبةً في قلوب الرياضيين في مجتمعنا، ولهذا يمكننا القول بلغة المنطق أن المستقبل لـ”العالمي”، والقادم الأحلي لـ”مدرج الشمس”، وبالتالي فإن السيدات “العنصر الجديد” في الشارع الرياضي السعودي سيتجه أكثرهن نحو “النصر” ليكون هو صاحب الشعبية المطلقة من الجنسين، كما كانت العالمية من قبل؛ ماركة مسجلة باسمه دون غيره، وميزة سبق بها الآخرين قبل زمن طويل.

* كاتب وباحث أكاديمي

د. علي عثمان مليباري

كاتب وباحث أكاديمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى