المملكة العربية السعودية بثقلها الديني والسياسي والاقتصادي والمالي والقيمي تلعب الدور القيادي في العالم العربي، وتتبني مفهوم تنويع العلاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية مع دول العالم، وتخرج من دائرة التعامل مع القطب الواحد بكل ما يحمله من سلبيات هذه الخطوة الاستباقية السعودية تدل على فهم والإحاطة بكل المتغيرات على الساحة الدولية.
المملكة ترفض أي سياسة من أي دولة بالعالم لا تقوم على شراكة حقيقية معها، وتحترم دورها القيادي في العالم العربي وتعمل وفق مصالحها العليا؛ لذا كان زيارة صاحب السمو الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين عام ٢٠١٧ لوضع أسس هذه العلاقة والشراكة مع هذه الدولة التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم؛
فتم عقد العديد من الاتفاقيات مع الصين في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما ٦٧ مليار دولار منه ٣٩ مليار دولار صادرات سعودية إلى الصين أي أن الميزان التجاري يميل إلى صالح السعودية.
العلاقات السعودية الصينية ليست وليدة اليوم؛ فهي تعود إلى عام ١٩٨٥
لعل زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية تؤكد على الاهتمام الصيني في بناء علاقات استراتيجية ليس مع المملكة فقط وإنما مع دول العالم العربي؛ حيث سوف تعقد قمة سعودية صينية وقمة خليجية صينية وقمة عربية صينية برعاية وقيادة المملكة، ويتم من خلال هذا القمم وضع أسس الشراكة الحقيقة والاستراتيجية مع الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي سوف تعود بالفائدة للشعوب العربية في إنشاء البني التحتية، وتوسيع التبادل التجاري والاستفادة من الخبرة الصينية في كل المجالات.
إن المملكة والصين من دول العشرين الأغنى في العالم وهناك مشتركات كبيرة بينهما.
إن التقارب السعودي الصيني لا يعني دخول المملكة على خط صراع المحاور العالمية فهي تحتفظ بعلاقات متوازنة مع كل المحاور، وهي تعمل وفق مصالحها العُليا وعلاقتها ذات صبغة اقتصادية بحتة.
الشيء المهم والأكيد أن الشعوب العربية ترحب بعلاقات واسعة مع الصين؛ لأن هذه الأخيرة ليست لديها مواقف عدائية تجاه دول المنطقة وقضاياها المصرية.
إن توافد وحضور القادة والرؤساء والأمراء العرب إلى المملكة العربية السعودية يؤكد من جديد الدور الريادي والقيادي للمملكة، وأنها أصبحت بوابة العالم العربي نحو بناء علاقات استراتيجية مع دول العالم.
0