المقالات

يوميات صحفي سعودي

خالفت الطريقة المعتادة للصحفيين السعوديين الذين يحضرون الأدوار التمهيدية لمونديال كأس العالم في النسخ السابقة، وكرروها في الدوحة 2022، واتبعت طريقة الصحفيين العالميين الذي يركزون على حضور الحدث الكروي العالمي من بدايته إلى نهايته، ويسجلون ذكرياتهم بمهنية عالية؛ ولذا قررت في هذا المونديال القطري العالمي متابعة مراحل الحسم، وأدوار الإثارة، والمتعة، والمنافسات الملتهبة التي لا تحتمل الزلة؛ لأن التعويض غير متاحًا كما هو دوري المجموعات المبنية حساباته على التعويض في الجولة التي تليه، وهكذا ينتزعون بطاقات الترشح للأدوار الحاسمة بمهارة وخبرة ودهاء المدربين، واللاعبين الموهوبين.
التقيت مع الزملاء الصحفيين السعوديين الدكتور عايض الحربي ومسلي آل معمر، وخلف ملفي وعبد العزيز الهدلق، وعبد الكريم الجاسر وماجد التويجري، وسعيد هلال والمريسل وناصر الغربي وعدد لا تحضرني أسماؤهم بعدد من الصحفيين العالميين، وأتذكر في مونديال اليابان 2002 أن علق صحفي إيرلندي على طريقة حضور الصحفيين السعوديين، ولم يخفِ دهشته من حضورهم في منافسات المجموعات وعندما تُحمى المنافسات، وتبدأ الأدوار الإقصائية يغادرون، وقال لي شخصيًا لقد حضرت أحد عشر مونديال كأس عالم، وجميعها أحضر من البداية للنهاية، وشرح لي الخبرات التي اكتنزها، والذكريات التي حفظها، وعرفت لماذا الصحفي السعودي غارق في ميوله أكثر من سعته الأفقية والمعرفية.
هنا في الدوحة تجد الصحفيين العالميين لا يفوتون أي مؤتمر صحفي للمدربين واللاعبين، ولا يغيبون عن المباريات، ويلتقطون أخبار ومواضيع تكشف مهنيتهم، وقدراتهم الصحفية.
من يحرر الصحفي السعودي من غيبوبة المربع الذي يدور في فلكه؟ ومن يحرره من فكر السفر المحدود، والغياب عن منافسات كأس العالم الحقيقية، أعتقد لو عاشوا الأجواء الممتعة التي أعقبت مغادرتهم لعادوا على الفور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى