المقالات

جدة والصرف الصحي

كلنا نعلم أهمية وتميز مدينة جدة كبوابة للحرمين الشريفين لاستقبال الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع أصقاع العالم الإسلامي في المواسم الإيمانية وعلى مدار العام، وأهميتها كمركز تجاري ضخم منفتحًا على جميع دول العالم؛ وذلك من خلال موقعها المتميز بوجود مطار الملك عبد العزيز الدولي، وميناء جدة الإسلامي، ومن خلال إطلالتها الممتدة على طول البحر الأحمر بمسافة طويلة من شمالها إلى جنوبها، وكذلك ضخامة عدد سكانها، وما يتوفر فيها من نهضة عمرانية شاملة ومراكز تجارية كبيرة تستقطب المتسوقين والزوار من الداخل والخارج على مدار العام ..
وما أكثر ما تنفقه الدولة من أموال ضخمة لتجعل جدة وجهة اقتصادية عالمية معتبرة، ومع ذلك مازالت جدة تُعاني من مشكلتها الأزلية والتي تعتبر من أهم مقومات البنية التحية، وهي عدم اكتمال شبكة الصرف الصحي لهذه المدينة الحالمة والجميلة، نعم هناك مجهودات وأعمال مشكورة تبذل في هذا الصدد، ولكنها بطيئة ومتعثرة، وليس لدي إحصائية دقيقة لما تم تنفيذه من مشروع شبكة الصرف الصحي وما تبقى، ولكنني أستطيع القول بأنه طالما نشاهد وعلى مدار الساعة في مدينة جدة صهاريج الصرف الصحي تجوب الشوارع بمياهها القذرة وروائحها النتنة، فهذا دليل على أن هناك نسبة كبيرة من مساحة مدينة جدة لم تغطَ بشبكة الصرف الصحي، وبصفتي أحد سكان حي الحمدانية بجدة، فإن ما تم في الحي من أعمال شبكة الصرف الصحي لم يتجاوز تغطية الشوارع الرئيسية فقط، أما شوارع الأحياء الداخلية فلم يعمل فيها أي عمل أو تمديدات للشبكة، وبالتالي فإن ما تم إنجازه من تمديدات مواسير الشوارع الرئيسية ليس لها أي فائدة ولا مردود إيجابي لعدم تحقيق الهدف بربط المنازل السكنية بالتمديدات الرئيسية ..
ونشاهد هذه الأيام في حي الحمدانية تنفيذ مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية، ولكن في اعتقادي – وأنا غير متخصص – بأن مشروع الصرف الصحي كان هو الأجدر بأولوية التنفيذ؛ لأن (البيارات) أكرمكم الله، هي المصدر الأول والأساس لوجود مياة جوفية من خلال التسريب لباطن الأرض، فإذا لم يتم التعامل مع سبب المياة الجوفية فلا فائدة من التعامل مع النتيجة !!!
ثم إنني أطرح السؤال الذي يؤرق الجميع، لماذا مدينة نائية ولا تقارن بجدة إطلاقًا وهي مدينة (تبوك) مثلًا، لماذا تنجز تمديدات الصرف الصحي في مخططاتها قبل أن تقام عليها المساكن؟
مع أن مدينة جدة أهم وأكبر وأضخم !!
هل لأن مدينة جدة حظها متعثر مع الأمناء الذين تعاقبوا على استلامها طوال الحقبة الماضية ومازالت؟!
أم أن هناك سببًا آخر؟!
بالمختصر، نحن في جدة نُعاني من تلك المشكلة الأزلية، ولن نشعر بتقدم مدينتنا مهما تزيَّنت وتجملت، إلا باكتمال أعمال الشبكة وانعدام صهاريج الصرف الصحي من الشوارع، وإلى ذلك الحين نرفع أيادينا بالتضرع إلى الله جل وعلا، ثم إلى المسؤولين عن مدينة جدة، بأن يلتفتوا لإنجاز مشروع شبكة الصرف الصحي بالكامل، فهو على رأس الأولويات التي يجب أن تنفذ في مشاريع مدينة جدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى