يوم أغر، فارق في عمر الزمن، تاريخ مجيد، بداية صفرية لمستقبل باهر، لدولة عملاقة، لحضارة أمة، ليقظة فكرية، لإشراقة معرفية، لتنوير عقلي، لصحوة عقدية بعد غياب في غياهب جهل مطبق.. بداية لوحدة وطنية، لائتلاف عام، لنهضة تنموية شاملة، لتأصيل منهجي عميق، لتنقية من شوائب الشركيات والمعكرات، لصفاء ذهني جميل، لتنافس شريف في سلم العلم والعمل!
بداية تستحق الاهتمام، أن تكون محورًا للدراسة والبحث، أن تكون حاضرة في عقول الأجيال، أن تكون متجددة متجذرة بعمق أهميتها في سجلنا الحافل بالمنجزات، أن تكون موضع حديث الساعة في مجالسنا، مدارسنا، جامعاتنا، محافلنا، مناسباتنا، كون (يوم بدينا) نقلة نوعية من (النضال من أجل البقاء) في وقت عز فيه رغيف الخبز، بل كان غاية – بحد ذاته- كمتطلب يومي للعيش – إلى رفاهية ورغد عيش وحضارة تضاهي العالم؛ أمنًا واستقرارًا!!
ذلك ما يستوجب منا الشكر والثناء للمنعم المتفضل الذي هيأ لهذه البلاد من يقوم على رعايتها؛ تأسيسا وبناءً، ووهب لنا هذه النعم التي لا تحصى.. كما يتوجب علينا الثناء الحسن والذكر الجميل والدعاء الخالص لحكام بلادنا بأن يجعل ما قاموا ويقومون به رفعةً في شأنهم وعلية في درجاتهم!!
ولقد كان لصحيفة مكة المكرمة السبق الصحفي في التفاعل مع المناسبات الوطنية؛ استشعارًا بقيمة الكلمة المؤثرة والمقال المتمكن في نشر الوعي وبث المعنى الحقيقي للوطنية لغرس قيم الولاء والانتماء كلما وجدنا أنفسنا نرفل في نعم وخيرات وطننا، أو تفيأنا أمنه ورخاءه!
وها هو أ. عبدالله الزهراني رئيس تحرير صيحفة مكة يسطر إنجازًا جديدا يتمثل في (كتاب يوم بدينا)، والذي يضم بين دفتيه مقالات لكتاب ومثقفين وطنيين ممن سالت محابر أقلامهم بمشاعر فياضة لما رأوا في مناسبة (ذكرى التأسيس) فرصة للتعبير عن تاريخ وطنهم، ورؤاهم حيال قادته ومنجزاته ومرتكزاته التي هي موئل عزه وسؤدده!
بحق أبهرنا حضور الكتاب بحجم عظمة المناسبة؛ لأنه يحوي مضامين رائعة تتخطى الشكليات إلى مفاهيم عميقة ذات دلالات جميلة ورائعة، منها:
– الوطنية الصرفة التي كانت وقودًا لإخراج هذا الكتاب في ثوب قشيب كفكرة مبتكرة ذات سبق صحفي تنم عن فكر متقد وإدارة بارعة.
– استشعار الواجب الوطني للصحافة في إبراز أهمية المناسبات الوطنية التي تُعد فارقًا بين ما كان وما نحن عليه من رفاه وتقدم.
– الدور الإيجابي للإعلام في تعميق الوطنية لترسيخ القيم الدينية والأخلاقية كمناط للفخر والانتماء والولاء.
– كنوع من العرفان للكتاب الذين بذلوا جهدًا ذهنيًا في صب عصارة معارفهم للتعبير عما يكنون لوطنهم من حب تنبض به قلوبهم وتفيض به مشاعرهم كترجمة للغبطة والسرور، والمشاركة في مناسبات وطنهم وتاريخه المجيد.
– تحوير العمل الصحفي اليومي لمؤلف يحفظ حق الكاتب والصحيفة على حد سواء، ويدل على يقظة رئيس التحرير وفريق العمل لأهمية توثيق المقالات المتفرقة في مجلد واحد يستفيض منه باغي المعرفة؛ ليكون أحد المراجع الذي يضم عقولًا متعددة بأساليب مختلفة وأدبيات متنوعة كسابقة تحاكي ما كانت عليه البلاد من تفرقة لتتوحد ككتاب يضم أطياف فكر متنوع؛ ليوحد الهدف بين دفتي وطن في ظل راية التوحيد الخالص تحت قيادة واحدة ندين لها حبًا وولاءً.
– الكتاب يجسَّد التفاعل الحي والنشط بهمة ودافع وطني من لدن المجتمع بعامة؛ ليحكي ذلك الزخم المتوارث من لدن الكتاب والمثقفين لإبراز الواجب تجاه الوطن وتاريخه، وتطوره ومنجزاته ليكون موردًا ثريًا وخصبًا، وجانبًا توعويًا وتثقيفيًا لمراحل تأسيس الوطن؛ منذ بواكير نشأته إلى الآن.
– الكتاب يحرر قيد زمن النشر اليومي الذي يذهب في طي النسيان بغياب شمس اليوم، إلى التوثيق المستدام الذي يظل موثقًا للانتماء والولاء، ووثائقيًا متجددًا كمرجع يضاف للمكتبة العربية كأحد مصادر المعرفة عن تاريخ وطننا المجيد.
خالص الشكر لصحيفتنا الغراء بقيادة رئيس تحريرها الأستاذ عبدالله الزهراني، ولفريق عمله المتميزين وفاء ومهنية.