المقالات

يوميات صحفي سعودي (تحدٍّ خطير)

وصلت مشاعر وأحاسيس الصحفيين الغربيين الذين التقيت بهم في دوحة العرب إلى درجة لم يسبق لها مثيل، ففيما أتى بعضهم محملين بالشحناء، والبغضاء، والشكوك في نجاح العرب في تنظيم مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022، إلى إعلان التحدي الخطير الذي فاجأوني به بأنهم يتحدون الاتحاد الدولي لكرة القدم بفتح المجال أمام الدولة التي تحمل صفة العضوية، والتصويت على الدولة التي يريدون أن تنظم مونديال 2026 أو أي مونديال مقبل؛ فإن هذه الدولة إذا لم يكن هناك دول متنافسة محصورة بينها الاستضافة لن يخرج تصويتهم عن دولة قطر التي أبهرت العالم بهذا التنظيم الذي حوَّل شكوك المشككين إلى معادلة صعبة تحولت 180 درجة بشكل لا يصدق.
يقول صحفي بريطاني من ضمن المتحدثين ساخرًا أتحدى الاتحاد الدولي أن يفتح الترشيحات دون تقديم دول للمنافسة على بطولاته المقبلة، وقال لو فعلها الاتحاد الدولي سيقع في مطب محرج ليس له، بل محرج للدول الأوروبية التي وضعت كافة العراقيل أمام قطر، وفي الأخير خسرت كل شيء وكسبت قطر الرأي العالمي على كافة الأصعدة.
الصحفيون الغربيون أتوا وهم مشككين فأصبحوا يضربون في خاصرة قيادات بلدانهم، بل إن صحفي ألماني نشر تصريحه في كل وسائل الإعلام انتقد تركيز منتخب بلاده بما فيهم الوزيرة بقضية الشواذ؛ فخسروا القيم والمثل وفقدوا هيبتهم الرياضية، وأثنى على لاعبي منتخب المغرب الذين يقبّلون أمهاتهم بينما كان لاعبو ألمانيا يرمون آباءهم في دور العجزة، واتفق معه أغلب الصحفيين الغربيين وقالوا: إن قياداتهم ولاعبيهم اهتموا بالشواذ خارج الملعب، ونسوا مهمتهم الأساسية داخل المستطيل الأخضر.

التحدي الخطير الأكثر صعوبة ليس في اختيار قطر كأفضلية لتنظيم المناسبات الرياضية العالمية، بل أطلق بعض الصحفيين الغربيين تحديًا خطيرًا جدًا، وقالوا نتحدى قيادات بلداننا أن تتحرر من هيمنة وسيطرة الشواذ على مفاصل الحياة لدينا، واعتبروا ذلك بداية انهيار حضارة أوروبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى