من الكتب التي اشتريتها من معرض الكتاب في جدة كتاب بعنوان (التجربة الألمانية) لسفير الإمارات سابقًا في ألمانيا “علي الأحمد”، يتحدث فيه عن تجربة ألمانيا الحضارية، وثقافة شعبها، وبعض مدنها وإنجازاتها، ونحن نعلم أن ألمانيا وفرنسا دخلتا في حربين عالميتين مدمرتين، وكان بينهما قبل ذلك منافسات واحتكاكات عنيفة بحكم تجاورهما، ووجود نقاط تماس كثيرة بينهما، وكان بإمكان تلك الحروب والمنافسات أن تخلّد العداء والكراهية بين الشعبين، ولكن رغم ذلك نجح قادة البلدين في محاربة خطاب الكراهية بين الشعبين عن طريق مؤسسات مشتركة ثقافية وعلمية، اشترك فيها البلدان، ومجتمعاتهما، وخاصة الشباب، وقد نجحوا نجاحًا كبيرًا في محاربة خطاب الكراهية والتقريب بين الشعبين العدوين سابقًا، نحن في عالمنا العربي والإسلامي، لدينا خطابات كراهية، معظمها بدون سبب، وبعضها بسبب تضخيم تصرف لعدد قليل من الناس، لا يوجد مجموعة دولية بينها من عوامل التقارب والتعاون والوحدة مثل: العرب والمسلمون، دين واحد، ولغة واحدة، وتاريخ واحد، وثقافات متقاربة، أساسها الإسلام، ورغم ذلك هناك تنافر وخطابات كراهية، تظهر وتختفي، وتقوى وتضعف حسب محركاتها وإلقاء الضوء عليها، وهذا ما يتمناه أعداء الأمة ويسعون إلى تعميقه وتغذيته، وقد نجحوا في ذلك إلى حد كبير مع الأسف.
الأوروبيون مذاهب ولغات وثقافات مختلفة، وجرت بينهم حروب طاحنة ومدمرة، قُتل فيها عشرات الملايين، ورغم ذلك قاوموا خطابات الكراهية، وتجاوزوا خلافاتهم وأسسوا الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر مثالًا للتكامل والتكاتف والتعاون، اللهم اهدِ ضالنا، ولا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا، ووحَّد صفوفنا، واجمع كلمتنا على الحق والهدى يا رب العالمين.
0