قطر لوت أعناق العالم ولم تصنع مجدًا لها فقط، بل صنعته للعرب والمسلمين، ووضعت صولجان الإبداع تاجًا على رؤوس العرب، وواجهت الانتقادات المُسبقة بالصمت والعمل الإبداعي الذي فاق الوصف.
قطر كسبت ثقة وتقدير العالم بأسره، حتى الدول التي حاولت وضع العراقيل، وحاولت إفساد المونديال قبل انطلاقه بتصريحات عدائية فاضحة واجهها القطريون بالصمت، وتركوا العمل الجبار يتحدث بالنيابة عنهم.
كسبت قطر الجولة باسمها، واسم العرب على كافة الصعد، وهذه المكاسب تحدَّث عنها القاصي والداني وسنتطرق لها في مقال مستقل، لكن تعالوا على الخسائر التي تعرَّضت لها قطر، وعرسها الكروي المذهل، لقد تعرضت البطولة لهزة خسارتين كبيرتين تركت أثارهما على مسارات البطولة بسبع درجات بمقياس ريختر.
الخسارة الأولى هي مغادرة الجماهير السعودية فور خروج المنتخب السعودي، وبمغادرة الجماهير السعودية فقد الحدث جزءًا كبيرًا من بهرجته، واتضح ذلك في مواقع الاحتفالات، والمهرجانات، وقد سارع الأشقاء القطريون بإلغاء شرط الحصول على بطاقة “هيا” لدخول قطر فعادت بعض الجماهير لكنها بأعداد قليلة.
الخسارة الثانية التي ضربت بطولة كأس العالم في نسخة الإبهار 2022 هي مغادرة منتخب البرازيل المرشح الأبرز للفوز بكأس العالم، وبخروج البرازيل فقدت البطولة نكهة البن البرازيلية، ورقصة السامبا الشهير.
مغادرة الجماهير السعودية، ثم مغادرة البرازيل ترك فراغًا كبيرًا على الصعيد الجماهيري، وعلى المستوى الفني، وهكذا هي البطولات ولو كانت البطولات تعترف بالعدالة لترشح المنتخب السعودي للأدوار الحاسمة؛ ولوصل منتخب البرازيل للنهائي، لكن الكرة دائمًا نتائجها مثيرة، وأحيانًا مريرة، تعطي من يعطيها كما فعل منتخبنا أمام الأرجنتين، وتدير ظهرها كما فعلت بمنتخبنا أمام بولندا.
0