المقالات

الركراكي والأمازيغ وكأس العالم!!

لم يتوقع الشارع الرياضي العربي من المحيط إلى الخليج أن تخرج تلك التصريحات الإعلامية المستفزة وغير الواعية من مدرب المنتخب المغربي الشقيق الركراكي بعد تصريحه في أحد المؤتمرات الصحفية أن المنتخب المغربي لا يُمثل العرب في كأس العالم بل يمثل أفريقيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا ربط ذلك المدرب المهني القدير كرة القدم بالسياسة؛ كون المتابع العربي ما يهمه فقط بعيدًا عن برغماتية السياسة ودهاليزها المرعبة. كرة القدم فقط؛ لأن المنتخب المغربي الشقيق يُمثل دولة عربية لها مكانة في قلوب العرب وقارة أفريقيا هي التي تجمعنا مع غانا والسنغال وتونس!
ورغم أن “الركراكي” تناسى دور الإعلام الرياضي العربي في الوقوف مع منتخب بلاده، وشخذ همم لاعبيه في نسخة كأس العالم قطر ٢٠٢٢م كون مهمة الإعلام الرياضي العربي الحقيقية هي إبراز مشاركة كرة القدم الإفريقية بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية أخرى. إلا أنه لم يقدر ذلك الدور المهني الذي ينم عن عُمق روابط الأخوة والمحبة والوفاء!!
ولم يغب عن ذهن الجميع الفرحة العارمة التي ضجت في الشارع العربي في القاهرة، ودمشق
والخرطوم، وصنعاء، والمنامة، وبقية العواصم العربية والمحافظات وقت أن فاز المنتخب السعودي على منتخب الأرجنتين؛ حيث لم يستغرب الإعلام الرياضي السعودي تلك الفرحة التي تعبر عن عُمق روابط الدين و الأخوة والدم والعروبة التي تربط بيننا كعرب ومسلمين دون النظر إلى الألوان كون ذلك المنتخب يمثل المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين.
وهذا الشعور متبادل بين العرب جميعًا، ولكن يجب أن يعي الركراكي وغيره أن كرة القدم يجب أن تجمع ولا تفرق كونها رياضة بعيدًا عن أي أهداف أخرى تتسبب في شق وحدة صف الأمة العربية رغم حالة الضعف التي تمر بها أمتنا في ظل التواجد المجوسي البغيض ونظام الملالي الذي أفسد بعض العواصم العربية من خلال تدخلاته وإثارة الفتن بين بعض مكونات المجتمعات العربية؛ وإثارة القلاقل؛ ونشر مذهب التشيع رغم أنه منبوذ داخليًا، واستمرار المظاهرات في أغلب المدن والمحافظات الإيرانية اعتراضًا على نظام الملالي المتسلط؛ والقمعي!!
في الجانب الآخر خرجت بعض المقاطع من خلال بعض وسائل السوشال ميديا يطالب البعض بها من بعض من وصفوا أنفسهم من المغرب العربي أن المنتخب المغربي لا يمثل العرب بل هو أمازيغي؛ وليس عربيًا!!
مما يُثير الجدل في أن تلك الأبواق تبحث عن أهداف خاصة كون وحدة المصير المشترك والدم والعروبة هي ما يربط بين الشعوب العربية؛ وكرة القدم مجرد لعبة رياضية لا دخل لها بالسياسة فهل يعي البعض أن المشاكل الاجتماعية الموجودة داخل بعض الدول العربية يحب أن لا تكون سببًا في إثارة الجدل وتمزيق وحدتنا العربية في ظل تربص الأعداء بنا من كل حدب وصوب مما يعني ضرورة تكاتفنا كأخوة عرب بعيدًا عن فرحة الفوز وحسرة الهزيمة في كرة قدم التي يجب أن تنمى الروح وهدفها جمع الأمم والتقاء الحضارات، وليس التفريق والتشرذم والفرقة رغم كل الأوجاع التي تسكننا!!
مشكلة الأمازيغ وحقدهم على العرب كونهم أحد مكونات المجتمع في بعض دول المغرب العربي يخصهم وحدهم؛ ونحن ما يهمنا كمتابعين لكأس العالم قطر ٢٠٢٢؛ منتخب المغرب الشقيق بلد عربي نكن له كل احترام قيادة وشعبًا بعيدًا عن كل تلك الأصوات النشاز التي لا تمثل أهلنا في المغرب العربي لأنهم جزء مهم وحيوي من جسد الأمم العربية الذي إذا اشتكى منه جزء تداعت جميع الأمة معه بالسهر والحُمى محبة لرابط الدين والعروبة والأخوة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى