الرياضيةالمقالات

مونديال القرن

يوميات صحفي سعودي

يعتقد البعض أن هناك مبالغة في الثناء على تنظيم قطر لمونديال كأس العالم 2022، لكن الواقع يقول: إن قطر قدَّمت مونديال القرن وكسبت احترام العالم، وقدَّمت صورة مُشرفة للعرب والمسلمين.
حضرت مونديال اليابان 2002، وكأس العالم بألمانيا 2006، وكأس العالم في روسيا 2018، وحضرت عدة بطولات عالمية في ألعاب مختلفة، ولم أشاهد إجماعًا على جودة وروعة التنظيم كما حصل هنا في دوحة العرب.
مونديال قطر سجل معجزات، وقدم مالم يقدمه أي مونديال آخر فهو أول مونديال يفتتح بالقرآن الكريم، وأول مونديال يفتتحه حاكم عربي “تميم المجد”، وأول مونديال يُقام في الشرق الأوسط، وسجَّل ثالث أعلى نسبة حضور جماهيري ولن يتغير هذا الإنجاز نهائيًا، وهذا المونديال أول مرة يقيم كل منتخب في فندق واحد منذ وصوله حتى مغادرته؛ لأن قطر وفرت الملاعب والقطارات والمترو، وسهَّلت السكن في فنادق راقية، وسهَّلت المواصلات بشكل عصري مريح جدًا، بينما البطولات السابقة تنهك المنتخبات بالتنقلات بين المدن، وتبعثر الجماهير بالتنقل بالطائرات، أو بالقطارات عدة ساعات.
مونديال الدوحة سجَّل إيرادات أفضل من مونديال روسيا 2018، وشهد اعتزال نجوم عالميين مثل: “ميسي”، و”رونالدو”، وهذا المونديال شهد مشاركة نجوم العالم المعتزلين، وأفضل المخرجين، وأفضل المشاهير المحترمين، وأشهر النجوم في الألعاب المختلفة، وأفضل الفنيين من أنحاء العالم، هذا المونديال جمع العرب لأول مرة في صف واحد يسوده الود والوئام، وهزموا السياسة وتبعاتها الحلكة الظلام.
من تجربتي الشخصية أن المراكز الإعلامية في الدوحة تفوقت على بقية المراكز في البطولات السابقة، فقد أبهر القطريون الصحفيين بجودة الخدمات المقدمة لهم، ووصل بهم أن فتحوا المراكز على مدار الساعة، ويقدمون للصحفيين الوجبات، والفواكه والمياه وشرائح النت مجانًا، بل قدموا لهم خدمة غسل الملابس السريعة في المركز الإعلامي، وقدموا لهم خدمة أخرى قد لا يصدقها أحد وهي إصلاح أي عطل يتعرض له الصحفي، فإذا تعطل جهاز الكمبيوتر، أو الكاميرا يتم تقديم قطع الغيار والإصلاح الفوري، ويحلون المشكلة مجانًا، أما المواصلات فحدث ولا حرج يتم تنقل الصحفيين لكل موقع مجانًا.
مونديال القرن في دوحة العرب جمعت أفضل المعلقين في القنوات الفضائية، وأفضل مقدمي البرامج بعدة لغات، وجلبت أفضل المعدين والمصورين، وجلبت الأفضل والأشهر في كل المجالات، أما القطريين أنفسهم فقد تم تهيئتهم لاستقبال ضيوفهم، وكانوا يتعاملون مع الضيوف بروح عربية أصيلة، ويحرصون على تقديم الخدمات، بل ويشعرون بالفخر والسعادة لتقديم أي خدمة لضيوفهم.
مونديال قطر لأول مرة يُقام منتصف الموسم الرياضي، حيث كانت البطولات السابقة تقام في الصيف وبعد موسم شاق فيحضر اللاعبون مجهدين ومنهكين بينما في هذه البطولة حضروا في أفضل حالاتهم الفنية والبدنية؛ فشاهدنا مستويات مثيرة وممتعة.
مونديال قطر آخر مرة بمشاركة اثنين وثلاثين منتخبًا، والبطولة المقبلة ستصل لثمانية وأربعين منتخبًا في ثلاث دول سيكون فيها مشقة كبيرة على الصحفيين، والجماهير، والمنتخبات، وقد يعودون لتجربة قطر لأنها الأميز والأفضل بكل المقاييس.
صعب أسرد الجماليات، والمميزات ويكفي تغيير بوصلة كأس العالم، وتغيير مفاهيم البطولة بسواعد قطرية، شكرًا تميم المجد، شكرًا للشيخ جوعان، شكرًا قطر، شكرًا لكم بكل لغات العالم، …. غدًا آخر يومياتي من الدوحة وستكون خاصة بالمسحل واتحاد القدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى