الله عز وجل وصف القرآن الكريم بأوصاف عظيمة منها أنه قرآن عربي نزل باللغة العربية الفصحى قال تعالى: ﴿ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذي عِوَجٍ لَعَلَّهُم يَتَّقونَ 8 2﴾. [الزمر].
قال العلامة ابن كثير رحمه اللّٰـه في تفسير هذه الآية الكريمة: (لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها ، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس ؛ فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات).
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : (..﴿ وهَذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾… إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
وَهَذِهِ الآياتُ القُرْآنِيَّةُ تَدُلُّ عَلى شَرَفِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وعِظَمِها، دَلالَةً لا يُنْكِرُها إلّا مُكابِرٌ).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلموا العربية ؛ فإنها تثبت العقل ، وتزيد في المروءة).
وقال أبو منصور الثعالبي رحمه الله في كتابه فقه اللغة وسر العربية: “ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه اعتقد أن محمداً خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال عليها وعلى تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم”.
اللغة العربية أصل جميع اللغات وأساسها قال ابن الأثير رحمه الله: (اللغة العربية سيدة اللغات).
وهي أقدم اللغات وعمر اللغة لا يعتمد على تاريخ كتابتها ، لأن التحدث باللغة يسبق كتابتها بزمن طويل جداً ، وتحدث بها أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام وتحدث بها أنبياء كثير منهم صالح وهود وشعيب ونوح وإدريس عليهم الصلاة والسلام وتحدث بها سيد ولد آدم أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ووجد في مناجم الفيروز بشبه جزيرة سيناء مخطوط مكتوب باللغة العربية يقدر عمره بأربعة الآف عام.
وكل من نطق وتكلم باللغة العربية فهو عربي حتى لو لم تكن جنسيتة عربية ؛ لأن الدين الإسلامي يؤكد على الأخوة والإنسانية ، ولا يعتبر اللغة العربية عرقاً من الأعراق ، وإنما يعتبرها أصل كل اللغات ، ولا يفرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى قال صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا
لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وقال: (كلكم لآدم وآدم من تراب).
ونهى وحذر عن التفرقة الجاهلية بالعرق أو اللون واعتبرها من أمور الجاهلية قال عليه الصلاة والسلام: (دعوها فإنها منتنة).
والعربية هي لغة أهل الجنة ، وهي غنية في عدد المفردات ويبلغ عددها (١٢.٣٠٢.٩١٢) مفردة في مقابل ستمائة ألف في اللغة الإنجليزية ومئة وخمسين ألف مفردة في اللغة الفرنسية ، ومئة وثلاثين ألف في اللغة الروسية ومائتي ألف في اللغة الصينية.
واللغة العربية غنية في جذور الكلمات وتتميز بأكثر من (١٦.٠٠٠) جذر لغوي ، بينما لا تملك اللغات المعاصرة سوى (٧٠٠) جذر لغوي في اللاتينية ، و (١٠٠٠) في السكسكونية ، و (٢٥٠٠) في العبرية ، وأقل من (٤٠٠٠) في كل من اللغتين الإنجليزية والفرنسية ، واللغة العربية لها قدرة فائقة على التعبير عن المعاني بأقل عدد من الكلمات ، وفيها قدرة فائقة على الاشتقاق ، وهي تفوق في ذلك جميع لغات أهل الأرض ، والحرف في العربية له ذاتية ورمزية ، وجميع حروف اللغة تنطق ، ولا يوجد ذلك في بقية اللغات ، وتوجد جذور وكلمات عربية في جميع لغات العالم ، وعند مقارنة اللغات نجد من التشابه بينها وبين الألفاظ ، والقواعد والأساليب والإعراب ، وهذا يؤكد أن أصلها الواحد متمثلاً باللغة العربية ، لذلك قال روجر بيكون: (من أراد أن يقرأ الحضارات القديمة فليتعلم العربية).
وعلوم اللغة العربية هي من أدوات فهم الدين قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الموافقات : (إن الشريعة عربية، وإذا كانت عربية؛ فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم؛ لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطا؛ فهو متوسط في فهم الشريعة والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة؛ فكان فهمه فيها حجة).
وكان الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم يحرصون أن ينطق أبناؤهم اللغة العربية الفصحى ولا يسمحون لهم باللغة الدارجة.
——————
المستشار والباحث الشرعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله جميعا مرحبا
أجمل ماقرأت في حياتي
جمال في التعبير وحسن إختيار للكلمات المؤثرة ووسهولة الأسلوب المتبع في هذا المقال
ممتاز عشرة على عشرة