يقع شارع المتنبي في مركز العاصمة العراقية بغداد متفرعًا من شارع الرشيد الشهير تاريخًا، ظهر شارع المتنبي إلى الوجود عام ١٩١٤، وكان يسمى شارع المطابع لكثرة المطابع فيه، وتعود قصة ظهور شارع المتنبي إلى وجود مقهى الشابندر الشهير على ضفاف نهر دجلة؛ حيث كان هذا المقهى الذي أسس عام ١٩٠٤ من قبل الحاج محمد الحساني ملتقى أدباء ومثقفي ومفكري العراق آنذاك، وكان هذا المقهى مكانًا مفضلًا لكل مثقفي العراق لعرض نتاجاتهم الأدبية والثقافية والحوار الثقافي والأدبي بين رواده.
تطور الأمر إلى عرض هؤلاء المثقفين والكتاب كتبهم ونشاطاتهم أو ما تحويه مكتباتهم من كتب مختلفة في المجالات الفكرية والثقافية والأدبية في الشارع المؤدي، والقريب من مقهى الشابندر، وبمرور الزمن تحوَّل من شارع المطابع إلى شارع المتنبي وتم إنشاء العديد من المكتبات مثل: المكتبة القانونية والمكتبة العلمية ومكتبة الرباط، وكل واحدة من هذه المكتبات مختصة بنوع معين من المؤلفات، وتضم هذه المكتبات كتبًا ومخطوطات نادرة،
أصبح شارع المتنبي سوقًا ثقافيًا لتجارة الكتب وينشط في يوم الجمعة، ويضم مباني بغدادية قديمة منها: المدرسة الموفقية ومركز بغداد الثقافي على ضفاف نهر دجلة الذي يحتوي على عدد من القاعات لعمل الندوات الثقافية، وكل يوم جمعة يجتمع فنانو ومثقفو بغداد فيه، ويعد مركزًا للقاءات الإعلامية كما يوجد في هذا الشارع معارض دائمة للرسم على الخشب والزجاح وحتى النقش على حبات الرز، وهو جزء من التراث البغدادي القديم.
يقع في نهاية شارع المتنبي على ضفاف دجلة تمثال الشارع العربي المعروف أبو الطيب المتنبي، ويعد هذا الشارع من أقدم وأشهر شوارع بغداد على مر العصور بالقرب من هذا الشارع يقع سوق الوراقين الذي يعود إلى العصر العباسي.
تجوَّلت في هذا الشارع الثقافي في يوم صباحي مشمس، وشربت الشاي في مقهى الشابندر التراثي الذي ارتاده كل ملوك ورؤساء العراق على مر التاريخ وصور هؤلاء الملوك والزعماء تملأ حيطان هذا المقهى البغدادي الشهير حتى الآن.