ما إن يبدأ موسم الأمطار لدينا حتى نضع أيدينا على قلوبنا؛ خوفاً من تكرار المشكلات المصاحبة في مثل هذه المواسم من حالات طوارئ لايجدي معها النداءات المعهودة من قبل إدارة الدفاع المدني من ضرورة أخذ الحيطة والحذر فالأحداث المتعاقبة بوتيرة سريعة قد لا تسمح كثيراً بحسن التصرف فالذي في سيارته الخاصه من الطبيعي ان يتعرض للمخاطر بمختلف أشكالها وخاصة في حال تواجده فجأة في الميادين العامة والشوارع الرئيسية، والذي ماكث في منزله قد لا تسلم سيارته من الانجراف مع السيارات الأخرى، هذا إذا سلم من مشكلة الكهرباء من حدوث التماسات كهربائية. وحقيقة كنا ومازلنا نشفق على سكان محافظة جدة أو ماجاورها من محافظات حين تبدأ التوقعات من الجهات المعنية بنزول أمطار غزيرة وما يعقبه من جريان للأودية مما يتسبب بتجمع كميات كبيرة من المياه والتي بطبيعة الحال تؤدي إلى خسائر كبيرة.
ولكن وللأسف يبدو أن شفقتنا ستمتد أيضًا الى أطهر البقاع مكة المكرمة فأمطار اليوم الجمعة أحدثت أضراراً مشابهة لما حدث في محافظة جدة. فعلى سبيل المثال لا الحصر ما حدث في حي العتيبية يمثل مأساة دائمة لسكان هذا الحي؛ نظراً لحجم الخسائر المادية المشاهدة فالمنظر المؤلم وللأسف مازال يتكرر كلما نزلت الأمطار الغزيرة وتحديداً في حي “الوفيان” حيث رأينا جميعاً الفيديوهات المتداولة ومقدار حجم الخسائر في المركبات من خلال سيل جارف ليس غريباً على سكان الحي معرفة أسباب مروره المفجع عبر مساكنهم بل ومعرفة الأضرار المتوقعة من جرائه..!! فقد اعتادوا عليه لسنوات قاربت العشرين عاماً فكأن سيل حج عام ١٤٢٥هـ وغيره يعود عليهم بكامل تفاصيله المرعبة مرة أخرى. ومن الظلم أن تستمر معاناتهم في ممتلكاتهم، ومنازلهم، وسياراتهم كلما حل موسم الأمطار. فمن البدهي أن لكل مشكلة حل.
إن من المأمول من أمانة العاصمة المقدسة حل هذه المشكلة القديمة من جذورها تماماً في الأحياء المكية وخاصة هذا الحي حيث ماتزال نفس المشكلة تتكرر من سنوات ولم يجد لها الحل حتى الآن .. يقول المواطن عبدالله بن حمد الوافي من سكان حي الوفيان في هذا الشأن:”حقيقة أنا عاصرت كذا سيل في هذه الحي وبالتحديد الذي وثقته عام١٤٢٥هـ، وعام ١٤٤٢هـ، واليوم الذي هو ١٤٤٤/٥/٢٩هـ فجميع السيول التي تأتينا هي من الجبال والأحياء المجاورة ليس لها طريق إلا عبر حي الوفيان لأن منسوبه منخفض تضررت بسببه بيوت، وسيارات بعضها فوق بعض ومنها سيارات جديدة أصبحت تالفة وحقيقة اليوم الذي شاهدته شيء محزن. وكل ذلك موثقه شخصياً من الأعوام السابقة وأنا على استعداد لاطلاع أي شخص على الأضرار التي لحقت بالمنازل. وقد سبق أن تواصلت معي العديد من الجهات الرسمية ووضحت لهم كل مسببات المشكلة وفهمت من أحاديث المختصين بإدارة المشاريع في الأمانة صعوبة إيجاد حل؛ لوجود خدمات كثيرة تحت الأرض ولكن وُعدنا خيراً وللأسف حتى الآن لا يوجد أي حل..! ونتمنى حل لهذه المشكلة في مكة المكرمة وخاصة في حي الوفيان.. حقيقة أنا مستغرب كل هذه السنين وهذه الحوادث المتكررة في نفس الحي ولا يوجد حل وشاكرين ومقدرين” ونحن بدورنا نتساءل ألا يوجد حلول مع الأمطار يا أمانة العاصمة المقدسة؟
نعم يوجد حل والف حل لكن اعتقد اننا نحتاج الى ناس تشتغل بضمير وإخلاص…
فطبيعة وتضاريس بلادنا ليست اصعب من تضاريس الصين وانونيسيا وماليزيا واليابان …
فمن السهل ان نتعلم من تجاربهم ومن خبراتهم لمواجهة السيول والامطار خصوصا ان امطارنا ليست دائمة مثل تلك الدول ..