المقالات

مؤتمر مكة الرابع للغة الضاد وآدابها

ينعقد في مكة المكرمة يوم الثلاثاء بعد الغد مؤتمر مكة الرابع للغة العربية وآدابها مدة ثلاثة أيام بجوار الحرم الشريف وهو الشرف الذي يحمله هذا المؤتمر باعتباره هرما يتربع على عرشه الاهتمام الأهم بلغة القرآن الكريم في مهبط الوحي التي كان لهذه البقعة شرف نزول القرآن الكريم على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كيف لا وهذه البلاد جعلت هذا الكتاب وما وصلنا من أحاديث ثابتة في الصحيحين منهجا لجميع أحكام وحياة الناس الذين يعيشون فوق ترابها الطاهر ولعل هذا الاهتمام باللغة العربية وآدابها ينبع من اهتمام الدولة وقادتها بما يقوي ويعضد هذا المنهج القائم على الثوابت من خلال هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات التي شأنها شأنه في ترسيخ مفاهيم ارتبطت بقول الله تعالى وقول نبيه محمد الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .

ومن خلال اطلاعي على أهداف هذا المؤتمر التي تم تلخيصها في ثمانية أهداف يتمحور حولها قرابة عشرين محورا يتم استعراض ما تحمله من ارتباطات باللغة وآدابها في عشر جلسات علمية إلى جانب الجلسة الختامية وإعلان التوصيات ذات العلاقة بالمؤتمر فيما ستقام على هامش المؤتمر ورش عمل حول تعلم اللغة العربية وتعليمها وأهمية وخطوات تحقيق المخطوطات ومن خلال استعراض ما سيقدم الباحثون والمشاركون في هذا المؤتمر فقد حفل بستة وسبعين بحثا منها ثلاثين بحثا مجازا حكم هذه البحوث ستة محكمين من ست جهات وتم طبع أربعمائة وخمسين شهادة مشاركة ويقوم على إدارة وتنظيم هذا المؤتمر بيت خبرة إنه مركز إثراء المعرفة للمؤتمرات والأبحاث والنشر العلمي وعلى رأسه المشرف العام سعادة الدكتور عبد الرحمن بن محمد الزهراني ويرأس المؤتمر سعادة الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد العضيب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويقدمه سعادة الدكتورة سلوى بنت جميل خياط وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية وينتظر المؤتمرون والحضور مشاهدة فلم وثائقي في عرض مرئي من إعداد مركز إثراء المعرفة ومن خلال الاطلاع على البرنامج فسيتمكن المؤتمرون من أداء الصلوات في الحرم وفق جدول العمل الذي راعى فيه المنظمون أوقات الصلوات الخمس .

ومن الأهمية بمكان أن موضوعات الجلسات حافظ على المكتسبات واستعرض المستجدات من خلال مفردات وعناوين هذه الجلسات التي اهتمت بتعلم اللغة العربية

وتعليمها وواقع تعليمها للناطقين بغيرها ومستقبله واللغة العربية والذكاء الاصطناعي وعلاقة اللغة العربية بالهوية والانتماء وموضوع فهم النص القرآني في ضوء اللغة العربية وفنون البلاغة فيها والقضايا والمشكلات التي تواجه القائمين في تعليمها كما سيتم عرض الملصقات ذات العلاقة باللغة العربية وإشهارها وهناك جلسة تم تخصيصها للتكامل المعرفي بين علوم اللغة العربية ويلاحظ علو شأن هذا المؤتمر من خلال استعراض أسماء الباحثين والمشاركين والمتحدثين البالغ عددهم أربعة وخمسين شخصا من إحدى وأربعين جهة جميعهم يحملون درجات علمين ومن ذوي الاختصاص سواء من داخل المملكة أو من خارجها إذ لوحظ أيضا أن المشاركين ينتمون لعدة قارات ولا يقتصر على دول بعينها وهذا ما سيعطي المؤتمر أهمية أكبر والذي نزعم بأن توصياته ستكون على قدر كبير من الأهمية وأنها ستكون حافزا ومعينا للباحثين لتحقيق ما يمكن تحقيقه لتثبيت هذه اللغة التي تقع حسب المعلومات أنها تحتل المركز الرابع من حيث اللغات الأكثر انتشارا في العالم جاء ذلك حسب البحث في المؤتمر الذي نظمته اليونسكو للغة العربية عام 1974مفيما بدأ الاهتمام بها كلغة عالمية عام 1948م بعد اعتمادها من اليونسكو كلغة بعد الإنجليزية والفرنسية وفي عام 1960م تم الاعتراف بدورها الهام في التأثير العلمي والثقافي عالميا وتحتل المركز الثالث التي تعتبرها اللغة الرسمية ومن خلال التقنيات الحديثة تحتل المركز السابع والعشرين من حيث عدد المستخدمين على الإنترنت .

يبقى السؤال حائرا وتبقى علامة استفهامه معلقة حتى نعرف مدى التنسيق بين هذا المؤتمر الرابع وبقية المؤتمرات في المملكة ومثيلاته في الدول العربية ومدى ما تحقق من توصياته السابقة واللاحقة في جعل هذه اللغة سوارا يحيط بعنق كل ما يعزز مكانتها بالتنسيق مع كافة الجهات الحكومية والأهلية والمؤسسات ذات العلاقة بما في ذلك الأمانات في مدننا الكبيرة والبلديات التابعة لها في أرجاء المملكة لعلاقتها بما ينشر وينتشر من لوحات دعائية وبرامج تتخذ من اللغات الأخرة كتابة ولفظا اعتسافا لهذه المواقع والأسواق وأن يتم توحيد الجهود بين هذا المؤتمر والمؤتمرات الأخرى لتكون المخرجات خادمة للغة وآدابها وأن نرى مخرجاتها أيضا في مكانتها في الجامعات والكليات والمعاهد ومدارس التعليم العام بالذات باعتباره الركيزة الأساس لتعليمها من خلال مفردات مناهجها وأتذكر ونحن على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية قبل ستة عقود تقريبا كنا نحفظ سور القرآن الكريم ونكتب آياتها عدة مرات بما فيها الضبط بالتشكيل وهذا الذي دعم الكثير من خريجي تلك الفترة في إجادتهم للإملاء ومدى اهتمامهم باللغة والنحو وهم على رأس العمل الذي مكنهم من أرسان اللغة حتى أن بعضهم لم يكمل المرحلة ربما الابتدائية وما فوقها ومع ذلك يتحدى في جودة ما يكتب وما يتكلم وما يكتب باللغة العربية وهذا ما يجعلنا نعول على مثل هذا المؤتمر بأن يجعل اللغة العربية في هذه المراحل على أهمية مفردات وتطبيقات .

انعطاف قلم :

أتمنى أن يتم اختيار من يمثل مراحل التعليم العام من المبرزين في اللغة معلمين وطلابا بأن يشاركوا من كل منطقة شخص يمثل المعلمين وآخر يمثل الطلاب ويتم تكريمهم في هذه المؤتمرات من باب التشجيع وعلى أن يقدموا ما يشفع لهم بالحضور والمشاركة والتكريم حسب مسابقة تقام على هامش المؤتمر والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى