هناك أخطاء في التفكير شائعة يقع فيها الشخص وهو لا يشعر بها، وفي مقالي هذا سوف أتناول بعضًا منها مع ذكر مثال لكل نوع:
١- كل شيء أو لا شيء (أبيض – أسود).
إذا كنتَ تفعل شيئًا بطريقة أقل من الكمال، تعتبر نفسك تلقائيًا فشلتَ، عندما تفكّر في الأمور بطريقة “يا أبيض يا أسود” فقط، ترى كل شيء إما يكون جيدًا أو سيئًا لا يوجد وسط أو “بين البينين”
مثال: إذا فقدتَ ترقية في العمل، فتعتقد أن هذا يعني أن الشركة تخطط لفصلك من العمل، وأنك موظف فاشل.
٢- التصفية العقلية.
يحدث هذا عند التركيز على الجوانب السلبية لموقف وتجاهُل الإيجابيات، ولكنك تركز فقط على الأجزاء السلبية، حتى وإن لم تكن كثيرة جدًا تقوم بتضخيم أهميتها.
مثال: العرض الذي قدّمته لاقَى استحسانًا من رؤسائك في العمل، ولكنك لاحظتَ خطأ مطبعيًّا في إحدى شرائح العرض، وبدلًا من الاستمتاع بتهنئة مديرك لك، فكّرت فقط في الخطأ المطبعي.
٣- التكهن (الاستنتاج العشوائى).
التكهن يندرج تحت قائمة الاستنتاجات، يحدث عندما تكون مقتنعًا تمامًا بأن الشيء سيتحوَّل إلى أمر سيئ.
مثال: لو تقدّمتَ إلى هذه الوظيفة، فإنهم بالتأكيد سوف يضحكون في وجهي، وبعد أن أغادر سيرمون السيرة الذاتية.
٤- جمل لازم
وضْع قواعد صارمة لكيف يجب أن أتصرف وكيف يجب على الآخرين أن يتصرفوا، وإذا لم يحدث ذلك نُصاب بالغضب والإحباط والاستياء تجاه الآخَرين أو الإحساس بالذنب والفشل تجاه أنفسنا.
مثال: يجب أن يقوم زميلي بالعمل بالطريقة التي أوضحتها له، وإلا سوف أغضب.
٥- العنونة (التسمية).
العنونة تعني وضع اسم لكل شيء، بدلًا من التفكير “أنه ارتكبَ خطأ”.
مثال: تقوم بتسمية جارَك “أحمق” بدل من التفكير في الخطأ الذي فعله، فإن عنونة الناس والخبرات وتقسيمهم إلى فئات وتصنيفهم غالبًا يعتمد على حوادث فردية.
٦- قراءة الأفكار.
عندما تعتقد أنك تعرف نوايا أو أفكار الشخص، فأنت متورِّط في خطأ تفكير يُعرَف بـ”قراءة الأفكار”.
مثال: صديقتي لا ترُد على الهاتف، بالتأكيد أنها تتجنب الرد؛ لأني ضايقتها.
٧- أمثلة غير واقعية.
هي القيام بإجراء مقارَنات بينك وبين أشخاص آخَرين لديهم مميزات وإمكانيات في منطقة معينة ليست لديك.
مثال: تُقارِن نفسك وما وصلتَ له فى العمل كمحاسب، وبين صديقك رجل الأعمال الذي يمتلك ويدير شركة والده المتميزة في مجالها.
٨- الشخصنة.
ينطوى خطأ التفكير المسمَّى بالشخصنة على جَعْل نفسك سببًا لكل شيء سلبي، على الرغم من أنك لست المسئول الوحيد، وهذا غالبًا ما يؤدي إلى الشعور بالخزي والذنب.
مثال: ابنتى لم تُحرِز درجه عالية في الاختبار، أنا متأكدة من ذلك بسبب أنني لم أدرس معها بالقَدر الكافي.
٩- التقليل من شأن الأحداث الإيجابية.
التقليل من شأن الأحداث الإيجابية غالبًا بسبب صوت داخلك يقول: إن الشيء الإيجابي الذي حدثَ لك لا يؤخَذ في الاعتبار أو ليس بقَدر من الأهمية.
مثال: صديقة تجاملك وتمتدح قَصّة شعرِك، فأنتِ تقررين أن قَصّة شعرِك ليست جذابة إلى هذه الدرجة، وأنها بالتأكيد تريد منكِ شيئًا ما، أو هي مهذبة بطبعها ليس أكثر.
١٠- التعميم الزائد.
هذا يحدث عندما تأخذ حادثة منفردة وتصنع منها تعميمات واسعة، اعتبار حادثٍ حدثَ لمرة واحدة دليل على ما سيحدث في كل مرة.
مثال: فشلتَ في اجتياز اختبار القيادة من أول مرة تقوم بإخبار نفسك “بأنك لن تحصل أبدًا على رخصة القيادة”.
الهدف ليس أن تقوم باستبدال الأفكار السلبية بآخَر مثالية للغاية أو حتى أفكار إيجابية؛ بدلًا من ذلك، استبدِلها بأفكار واقعية فقط. تغيير الطريقة التي تفكر بها يأخذ الكثير من الجهد في البداية، لكن مع الممارسة ستلاحظ التغييرات الكبيرة. ليس فقط على مستوى التفكير، لكن أيضًا في الطريقة التي تشعر وتتصرف بها. يمكنك صُنع السلام مع الماضي، انظر للحاضر بشكل مختلف، وفكِّر في المستقبل بالطريقة التي تدعم فُرَصك في تحقيق أهدافك.