للذكاء مسميات كثيرة منها ما يتعلق بالإنسان وبالتقنية وبالمجتمع وأهمها الذكاء الاصطناعي. وقد دخل الذكاء في مختلف مجالات الحياة، ومن أهمها مجال الإعلام؛ حيث صدر مؤخرًا كتاب ذكاء الإعلام للأستاذ الدكتور أسامة المدني، أستاذ الصحافة والإعلام الجديد في قسم الإعلام بجامعة أم القرى؛ وتأتي أهمية الكتاب لما للإعلام من دور كبير في كسر أسوار ثقافة المجتمعات والسماح بتدفق الثقافات الإنسانية بين شعوب كل المجتمعات لاستيطانها وتطبيعها.
ويرجع ذلك إلى الذكاء الاصطناعي وتغلغله في مجال البرمجيات الحاسوبية، وما يتبعها من تطبيقات معقدة تجعله يقوم بعمليات العقل الإنساني في التفكير القائم على التحليل والاستقراء لتقديم الآلات للإنسان قائمة مفضلات، وحلول لمشكلاته وعروض تناسبه.
يتكوَّن الكتاب من تسعة فصول تناول فيها؛ الاعلام والمجتمع والعلاقة بينهما وتناول الإعلام الجديد وعصر المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي، وتعرض للإعلام الساخن والبارد وتفاعلية المشاركة بين الجمهور والوسيلة التي تزداد في الإعلام الساخن وتنخفض في الإعلام البارد، وذلك من خلال ثنائية أخرى هي الإعلام الصلب والإعلام السائل؛ حيث يشمل الأول الصورة النقدية للإعلام ومناسبتها للإعلام التقليدي وضعف التفاعلية الثنائية بين طرفي عملية الاتصال، وعكس ذلك في الإعلام السائل وازدياد التفاعلية بين طرفيها بنسب متفاوتة ومتذبذبة.
ودخولنا عصر الإنفوميديا الذي مكَّن المتلقي من أن يكون فاعلًا بمشاركاته التي يرسلها مما أوجد نوعًا من السيولة الإعلامية، وما أسفر عنها من مزج واندماج للتنافسية الشديدة بين وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وما يسرته من بث عبر منصاتها المعلوماتية.
وتناول المؤلف تكنولوجيا الصحافة وتطورها من الصحافة الورقية إلى الصحافة الإلكترونية بمسمياتها المختلفة ما بين المدونات، وصحافة الوسائط المتعددة، وصحافة الفيديو، وصحافة الانفوجرافي، ومراحل إنتاج القصة الإخبارية، وأضاف إلى ذلك واقع الصحافة السعودية ومستقبلها. ثم انتقل المؤلف إلى تناول التأسيس المعرفي للذكاء الاصطناعي بالحديث عن مفهومه، وتاريخه، وتحدياته، وسلوكياته، وفروعه، وأهدافه، وسماته، وعناصره والذكاء الاصطناعي والعولمة.
وأشار إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام الجديد؛ وذكر إعلام الروبوت، وإعلام البلوك تشين، وشبكات التواصل الاجتماعي ومواقعها وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي.
وتحدث عن صحافة الذكاء الاصطناعي بمفهومها وآلياتها، وصحافة الروبوت وغرفة الأخبار فيه، وصحافة الدرون، وصحافة البلوك تشين، وخصائص صحافة الذكاء الاصطناعي والتحديات التي تواجهها، ومستقبلها، وما بعدها، وأوضح الفروق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وتحدث عن الواقع الافتراضي ومفهومه، وتاريخه وتطوره وإعلامه، والصحافة الغامرة والواقع المعزز.
وأضاف إلى ذلك أيضًا المحتوى الرقمي، والذكاء الاصطناعي والرسالة الإعلامية والمحتوى الرقمي، وتقنية الويكي، والمحتوى الإعلامي الرقمي، المنصات الرقمية وطرق توزيع المحتوى، وجمهور المنصات الرقمية؛ والذكاء الاصطناعي ودعم المحتوى الرقمي. الذكاء الاصطناعي، وكذلك الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق الملكية الفكرية للمحتوى الموجود على شبكة الإنترنت.
وقبل أن يختتم الكتاب تناول بالتفصيل ذكاء الإعلام؛ المفهوم، والأنواع، والأهمية، والأهداف؛ والتداخل بين ذكاء الأعمال، والمدخل إلى ذكاء الإعلام، وذكاء الإعلام والعولمة، نظم ذكاء الإعلام ونظام المعلومات الاستراتيجي، ونظم ذكاء الإعلام ونظام الذكاء الاصطناعي والعوامل المؤثرة عليه، وواقع ومستقبل الإعلام العربي، ومستقبل الإعلام السعودي ورؤية 2030. ويمثل كتاب ذكاء الإعلام لمؤلفه أ.د. أسامة المدني إضافة جديدة لمجال الإعلام الجديد؛ عن ذكاء الإعلام، وكيف تُعيد الثورة الصناعية الرابعة تشكيل صناعة الإعلام الوجه الآخر للخوارزميات…وإدارة عقولِ البشرِ، ويدخل هذا الكتاب في رصيده العلمي مع كتبه السابقة التي ألفها في السنوات الماضية. لدعم المكتبة الإعلامية السعودية والعربية.
– عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام جامعة أم القرى