المقالات

يا مرارك يا عاطف!..

الجنة من غير ناس ما تنداس يا ولدي، مثلما كانت جدتي -الله يرحمها- تقول لي، وإن كان هناك ناس، أعوذ بالله، لديهم القدرة على تحويل الفردوس الأعلى إلى سعير جهنم، ومن فضلك متسألنيش إزاي، وعلى إيه، والله شكلك عارف إزاي، لأنه مستحيل تكون مشفتش في حياتك نوعيات من البني آدميين تخليك تطْلع من هدومك ومتعرفش تدخل فيها تاني، ويمكن تخليك تطْلع من جلدك كمان يا ولداااه! وتوازيًا، أو تقاطعًا، مع الاعتذار لجهابذة الرياضيات وعلماء خطوط الطول والعرض وكبار متخصصي التقاطع والتوازي والمصفوفات والمحددات واللوغاريتمات وما إلى ذلك من مسائل ومعادلات، أقول إن الحياة من غير حب ما تنعاش، أو هي جثة ميتة وتحتاج إلى عملية إنعاش، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء التي تُطبّل لطويل العمر قائلة له: عاش عاش عاش. فالحب يا صديقي، واسأل مجرب، له مفعول السحر الذي يحوّل حياتك من جماد ثابت لا يتحرك، أصم لا يشعر ولا يحس، إلى حياة مزدهرة وصاخبة بالحركة والأحاسيس الملتهبة، وتخيّل سعادتك شعورك وإحساسك، أو تَصوَّرْهما، لما حد جميل فعلاً يقولك: ” بحبك يا غلس “. أكيد طعم، أو مذاق الحياة سيكون مختلفًا، بعد أن يشهد لك أحدهم، أو إحداهن بالغلاسة، وليكن في علمك أن الغلاسة، رغم ما يُشاع عنها، عُملة نادرة في هذا الزمان، وليس بمقدور أي أحد أن يتحلى بها، ما دامت قد اقترنت بالحب. بس خد بالك، أو انتبه لحالك مثلما يقولها لي صديقي اليَمَنيّ، زي ما الحب ممكن يحوّل حياتك إلى جنة وارفة الظلال، ملأى بالورود والرياحين، وناس تقولك صباح الورد والياسمين على أحلى الحلوين، ويا حبيب قلبي، ويا نور العين، وإلى حياة يملؤها الانشكاح، ممكن يخلي حياتك نار نار يا معلّم، وطبعًا أنت وحظك: يا ترى اللي بتحبه ده، أو دي، هيتعامل معاك إزاي، وإزاي بيشوف معنى الحب، والحب بالنسبة له إيه، ويا ترى هو عاش تجربة الحب قبل كده عشرتاشر مرة، ولا أنت بالنسبة له رقم واحد في تاريخ الحب بتاعه: يعني اتعلم معنى الحب واتربى واترعرع على إيديك، ولا ناس كتير سبقوك وعلمّوه حاجات كتير في مدرسة الحب.
أنا عن نفسي
أنا عن نفسي، شخصيًّا يعني، حبيبتي مطلعة عيني ومجنناني، مع إنها دايما تقولي إني مجنن أمها، وياما بنتخانق مع بعض وياما قلت لها خلاص باي باي، بس معرفش ليه هي متمسكة بيا آخر تمسّك، ولازقة فيا لزقة أشد من لزقة الغرا الأصلي، أو لزقة تفريغ الهوا بتاعة أجدادنا الفراعنة. وكل ما أقول لها يا بنت الناس سيبيني في حالي وشوفي حالك، تقول لي بعينك..هفضل على قلبك لآخر يوم في عمرك. اللي يغيظ يا أخي، ويمكن اللي ميغظشي إنها كل شوية تقول لي نفسي تحسسني إنك متمسك بيا..طب فيه تمسك أكتر من إني أكتب مقال عنها هنا وأخلي التاريخ يفتح لها أوسع أبوابه عشان تدخل وتستربع على عرشه؟! تخيل يا صديقي، بعد إذن حضرتك طبعًا، إني في يوم قلت لها بعد ما رمت عليا السلام الواتسي: انتي لسة عايشة؟..فردت عليا وقالت لي: أيوة يا جزمة..شكلك عايزني أموت..طب مين هيرازي فيك، ومين كمان هيموت فيك بعد مني؟! طب بالله عليك واحدة زي دي ممكن الواحد يتخلّص منها إزاي؟..ده مش كده وبس..دي كمان بتقول لي إني لو بعدت عنها، ولو حتى رحت في كوالالامبور اللي أنا مش عارف موقعها فين على خريطة العالم، هتفضل هي تحبني مع نفسها..يا مرارك يا عاطف!..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..هو فيه حب بالشكل ده؟ ولسة فيه ناس قلبها ميعرفش يعيش من غير حب؟ أنا والله بستغرب ساعات من الحب ده..الله يخرب بيت كده. شفت يا عزيزي كيف أن الحياة بالحب لها طعم تاني، شد وجذب، مد وجزْر، هات ومعنديش حاجة أديهالك..مش كده وبس..الناس اللي قالت إن الحب جنون مكانتش بتكدب أبدًا..والله يا أخي مفيش واحد عاقل ممكن يرمي نفسه في عذاب الحب، وفي وجع قلب، وفي عذاب الانتظار والقلق والـ..والـ..إلا إذا كان فعلاً لاسع قوي قوي ومجنون آخر جنون. ولله در الشاعر اللي كتب واللي قال لما حبيبته خرجت ذات يوم تتفسح ومعرفش يطمّن عليها:
أظنني
أكثر المعذَّبين في الأرض
بل وأشدهم عذابًا
إذ ليس هناك عذاب
أقسى من عذاب انتظار رجوعكِ إليَّ
ليس هناك أشدّ عذابًا
من غيابكِ عني
ولو لثانية واحدة.
فينك يا نزار؟
تعرف أنا عايز إيه دلوقت..طبعًا أنت عارف المحترم المرحوم نزار قباني شاعر المرأة بامتياز واللي وجع دماغنا بإن الحب لو لم يكن موجودًا لاخترعناه، عايزه يجيني دلوقت في التوّ واللحظة، واطلّع عينيه، مع اعتذاري لكل ورثته الأحياء والموتى، وأقول له تعالى شوف الحب اللي اخترعه بشطارتك عمل في اللي خلفونا إيه..نبرْت فيها يا عم..الله يخرب بيت أم الحب وأم سنينه وأبوها. بالمناسبة يا عزيزي، وبعيدًا عن أي نيلة وحب وبتاع وكده، أجمل حاجة في مشوار الحب ده تعرف هي إيه؟..أنا أقولك لو متعرفش، ويا ريت تعرف بعد كده عشان بس مضطرش إني أعرّفك كل حاجة، وكل صغيرة وكبيرة..إيه؟ هو حضرتك هتكتفي بدور القاريء وخلاص؟.. مينفعش كده يا أخي.على كلٍّ تعالى نرجع علشان أقولك إن أجمل حاجة في مشوار الحب هي اللحظة التاريخية، وعشان متسألنيش، هي اللحظة اللي لازم تقف عندها لأنها، نظرًا لظروف القحط وجفاف منابع الأحاسيس في هذه الأزمنة الغابرة، مش بتتكرر كتير، ويا سلام لو ربنا رزقك بلحظة واحدة منها في حياتك، مظنش إنك هتحتاج لأي حاجة تانية أو هتحتاج لأي حد تاني، ده أنت على الأقل هتعيش على ذكراها سنين طويلة جدااا بكل تأكيد. معلش يا عزيزي..كل الرغي واللت والعجن اللي فات في السطور اللي فوق السطر ده، كان بس علشان أقول لحضرتك إن البنت الأمورة حبيبتي واللي بيقولوا عنها إنها بونبوناية الدنيا، لما بتكون متغاظة مني بتقول لي يا غلس، إنما بقى لما بتبقى غزالتها رايقة وتمام التمام بتقول لي بحبك يا غلس، وبلاش أقول لك إني لما بكون فاقع مرارتها بتقول لي: أنا مش ناقصة غلاسة أمك. بس خد بالك، وأنت سيد العارفين، إن الغلاسة أنواع، وإن أهمها وأحلاها هي غلاسة الحب. نسيت أقول لك كمان إني كنت مش بحب الكلام الكتير، إنما اتعلمت الرغي منها الله يسامحها ويهديها. وبعد أن أعتذر لصديقي العزيز الذي سرقت منه عنوان هذا المقال وبالمناسبة هو برضه اسمه عاطف، هسألك: صحيح يا عزيزي فيه عندك يا ترى في حياتك الطويلة العريضة دي حد قال لك قبل كده، أو يمكن هيقولك بعد كده، في يوم، أو ذات قصة حب: يا غلس؟..لو مكانش عندك، اسمح لي أقول لك: يا ترى جنابك قريت المقال ده بتركيز وعجبك ولا معجبكش وعلشان كده قريته كده وكده، لامؤاخذة، يا غلس؟!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button