تُعد منصة مدرستي التعليمية إحدى أدوات التعليم الإلكتروني الحديثة، وإحدى قصص النجاح التي حققتها المملكة خلال جائحة كورونا؛ حيث ولدت من قلب الجائحة في عام 2020 وكانت أحد الحلول المقدمة من وزارة التعليم لاستمرار عملية التعلم وعدم توقفها بسبب جائحة كورونا وتقديم الدعم لأبنائنا الطلاب في جميع المراحل، وقد حُق لنا أن نطلق على تلك المنصة – منصة الأزمات – بدايةً من أزمة كورونا التي شهدها العالم وأدت إلى تغييرات وتحديات متعددة في كافة المجالات بصفة عامة وفي قطاع التعليم بصفة خاصة، وانتهاءً إلى ما تقدمه المنصة في وقتنا الحالي من خدمات لوجستية للمعلمين والطلاب لا سيما عند تعليق الدراسة بسبب تقلب الأحوال الجوية كمثل الحالة المطرية التي تتأثر بها معظم مناطق المملكة خلال هذا الفصل الدراسي.
حيث اضطرت بعض إدارات التعليم إلى تغيير استراتيجية التعليم الحضوري، والرجوع إلى تجربة التعليم عن بُعد حفاظًا على الأرواح والممتلكات، وتجنبًا لأي كارثة لا قدر الله.
وإذا ما نظرنا إلى النجاحات التي حققتها منصة مدرستي التعليمية في محاكاة اليوم التعليمي الطبيعي من خلال تواصل الطلاب والطالبات مع المعلمين والمعلمات، وكذلك تواصلهم مع أقرانهم في المدرسة، وإجراء المناقشات المباشرة كتلك التي تُجرى داخل الفصل الدراسي؛ فإننا سندرك أن هذه المنصة أصبحت تُمثل محاكاة للواقع التعليمي، وتقدم ما يتم فعله على أرض الواقع في المدرسة رغم أنها ما زالت حديث المجالس بين مؤيد لها ومعترض عليها؛ فالبعض يرى أنها أدت إلى تراجع المستوى التعليمي ومهارات الطلاب الدراسية، بينما يرى البعض الآخر أنها كانت خطوة إيجابية ومفيدة للتواصل مع الأبناء دراسيًا وتنظيم أوقاتهم بشكل أفضل، مع العلم أنها من وجهة نظري بانت ضرورة ملحة خاصة بعد نجاحها إبان أزمة كورونا التي واجهت البلاد، فقد بذلت المملكة وقيادتها الرشيدة كافة الجهود لمنح الطلاب والطالبات نفس جودة التعليم المعتادة من خلال استخدام التقنيات الحديثة وتسخيرها لمساعدتهم؛ وذلك اعتمادًا على البنية التحتية ومنظومة التعليم الإلكترونية الحديثة.
وختام القول فإن المعلمين والمعلمات يعدون الركن الأساسي في العملية التعليمية سواء كان ذلك التعليم حضوريًا أو كان إلكترونيًا عن بُعد، رغم كل التحديات التي تواجههم فرغم كل الضغوطات التي تمارس عليهم في مجال عملهم إلا أنهم سرعان ما يتكيفون مع الظروف والمستجدات التي تحيط بهم مؤمنين بأن ما يقومون به من مجهودات في مجال التعليم ليس إلا رسالة سامية قبل أن تكون مهنة يمتهنونها، وما التنوع بين التعليم الحضوري والإلكتروني إلا أحد الأمثلة التي تدل على دورهم الفعال في بناء الأوطان؛ حيث نراهم دائمًا يتجهون في أعمالهم إلى الأساليب المتنوعة التي تحقق لهم أهدافهم وتصل بطلابهم إلى أعلى المستويات، وكل ذلك من أجل مواكبة العصر من حيث العمل المحكم والمتقن والمنظم، والتي سنصل من خلالها إلى أفضل المخرجات والنتائج التي تحقق لتعليمنا مستقبل مشرق، وغد واعد بإذن الله.
وخزة قلم:
المعلمون ورثة الأنبياء، فمتى يدرك المجتمع هذا التشريف، ويقدر لهم كل هذا العطاء؟!