المقالات

اليوم العالمي لطريقة “برايل”

هناك العديد من الأيام العالمية التي تهم فئة المكفوفين بشكلٍ خاص، وقد يحتفل بها ويذكرها أيضًا جميع الفئات الأخرى بشكل عام، وعدد هذه الأيام أربعة أيام فقط وهي: اليوم العالمي للإعاقة، واليوم العالمي للعصا البيضاء، واليوم العالمي للبصر، واليوم العالمي لطريقة برايل، وسوف يكون حديثنا في هذا المقال مقتصرًا على اليوم العالمي لطريقة برايل، والذي يُقام في مطلع الرابع من يناير من كل عام، ومن هذا المنطلق يتوجَّب علينا معرفة صاحب هذا الاختراع العظيم الذي أنار به أبصار المكفوفين، واستطاعوا من خلاله القراءة والكتابة والاطلاع على جميع الكتب سواءً كانت تختص بالدراسة أو روايات قصصية أو غيرها. هو الموسيقي والعالم الفرنسي لويس برايل الذي لم يمنعه فقدانه للبصر من مواصلة حياته بل على العكس قام بابتكار طريقة تُساعد جميع الملايين من المعاقين بصريًا، وتكون بمثابة وسيلة من وسائل الاتصال الدائمة؛ من أجل ممارستها واستخدامها في حياتهم اليومية، وقد ابتدأ فكرة صنع نظام كتابة برايل من خلال استفادته من شيفرة تدعى (الكتابة الليلية)، وكانت تعتمد في عملها بأنها تبرز على ورق سميك أشكالًا من النقاط أقصاها اثنتا عشرة نقطة، لكل منها دلالة كلامية إلا أن العالم الفرنسي تمكَّن بذكائه الشديد من الإفادة من تلك الشيفرة من خلال قيامه بتخفيض العدد الأقصى للنقاط؛ لتصبح من اثنتي عشرة نقطة إلى ست نقاط، وقدمها لأول مرة لأصدقائه في المعهد في عام ١٩٢٤. وأول ما نشر عنها كان خلال عام ١٨٣٧، أما طريقته بأكملها فلم تنشر إلا في عام ١٨٣٩ ولم تستخدم رسميًا إلا بعد ذلك بـ١٤ عامًا. وكذلك ينبغي علينا توضيح الفائدة والأهمية من تلك الطريقة وكيفية استخدام الكتابة من خلالها وطريقة عملها. بالنسبة لفائدتها وأهميتها فهي تمكن الكفيف أو ضعيف البصر من القراءة والكتابة عن طريق اللمس. أما عن كيفية استخدام الكتابة من خلالها، والتي يمكن تلخيصها من خلال النقاط التالية: يستخدم لوحًا وقلمًا بطرف مدبب للكتابة بطريقة برايل واللوح هو دليل معدني أو بلاستيكي يفتح بمفصلة في أحد طرفيه، ويمكن أن ياتي بأشكال وأحجام مختلفة، أما القلم فهو أداة صغيرة يبلغ طولها حوالي ٨ سنتيمتر، مع نقطة معدنية في أحد طرفيها، ومقبض خشبي أو بلاستيكي في الطرف الآخر. يتم إدخال ورق البطاقات في اللوح ويتم استخدام القلم لعمل ثقوب في الورقة، فالثقوب المثقوبة هي النقاط البارزة التي ستُقرأ باللمس، ويمكن مقارنة اللوح والقلم بالورق وقلم الرصاص. عندما تكتب بالورق وقلم الرصاص فأنت تكتب من اليسار إلى اليمين، وتكتب الحروف تمامًا كما ستقرأ، أما عندما تكتب بطريقة برايل فيجب أن تكتب الخلايا بترتيب عكسي، كما يجب أن تكتب الحروف من اليمين إلى اليسار، حتى تتمكن عندما تزيل الورقة من القائمة وقلبها من قراءة النقاط المرتفعة، عندها ستكون خلايا برايل بالشكل الصحيح والتوجيه والترتيب، لقراءتها بشكل صحيح. كما أن طريقة عملها تكون بأنها تعمل من خلال تمثيل الحروف على شكل نقاط بارزة يمكن تحسسها، والتي صممت للتعرف على الأحرف باللمس، وليس التعرف البصري، وكونها نظامًا وليست لغة فيمكن تحويلها إلى العديد من اللغات بما في ذلك الإنجليزية، والإسبانية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية. وتتكون طريقة برايل من ٦٣ حرفًا أو رمزًا، يتم التمثيل لكلٍّ منها ضمن خلية مكونة من ٦ مواضع للنقاط مرقمة ١/٢/٣/ لأسفل على اليسار، و٤/٥/٦/ لأسفل على اليمين، وتختلف أنماط وترميز كل حرف حسب اللغة المتبعة، ويمكن كتابتها باستخدام آلة تحتوي على ست مفاتيح واحد لكل نقطة في خلية برايل أو يدويًا باستخدام أداة تتكون من لوحين معدنيين مفصولين معًا للسماح بإدخال ورقة بينهما، حيث يكون اللوح العلوي مشابهًا لنظام خلية برايل. وأخيرًا ما الذي بقي قوله؟ بقي القول إن ثمة أشخاص قلة من المكفوفين بسبب انتهاء المراحل الدراسية، ولا سيما ضعاف البصر الذين لم يفقدوا بصرهم إلا في مرحلة عمرية متأخرة توقفوا عن الاهتمام بهذه الطريقة مما أدى إلى نسيانهم لها؛ لذلك أنصح هؤلاء الأشخاص بالاستزادة من تعلمها واستعمالها دائمًا؛ لأنه إذا استفاد منها في حياته العلمية؛ فإنها ستكون مكسبًا ومرجعًا له أكثر في حياته العملية أيضًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى