(مكة) – محمد إبراهيم
منذ عشرات السنين، ورغم محاولات مد سلطاتها في بعض الدول التي كانت تحت الاحتلال البريطاني، وتعدد أدوارها كأداة تستخدم لتقويض سلطات دول أخرى، تواجه منظمة “العفو الدولية” اتهامات بالجملة، منذ لحظة تأسيسها بعد نشر مقال كتبه المحامي والكاتب بيتر بينيسن، في العام 1961، وحتى اليوم، بداية من كونها مؤسسة غير حكومية وصفها البعض بأنها من أدوات جهاز الاستخبارات البريطاني أو اعتبرها سياسيون الجزء الخفي من نظام اتخاذ القرار الحكومي في لندن.
ومنظمة العفو الدولية التي لا يعرف أحد أصلها وبواعث تأسيسها تتعامل مع الحكومات بمنطق أنها صاحبة الوصاية على ملف حقوق الإنسان في العالم، وهي المنظمة ذاتها التي وجهت لها اتهامات بأنها ترتبط بمنظمات لها سجل مشكوك في حماية حقوق الإنسان، إلى جانب التحيز الأيديولوجي والسياسي الخارجي ضد الدول غير الغربية أو البلدان المدعومة من الغرب، إلى جانب القصص العديدة التي رواها موظفون سابقون بالمنظمة تكشف عن قلة حمايتهم والإهمال في بيئة العمل الداخلية حتى وُصفت بـ”السامة”.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجد المنظمة – ويقع مقرها في لندن – تؤكد مرارًا وتكرارًا بأن لديها أكثر من 7 ملايين عضو ومؤيد، غير أن أحدًا لا يعرف من هم الملايين الذين يؤيدون منظمة خُلقت في بلد احتل عشرات المدن وسفك الدماء وأحال شوارعها إلى دمار وخراب، ودعم الحرب والعنف، فضلا عن توجهاتها المريبة، سواء ما يتعلق بمخالفة الشريعة الإسلامية فيما يتعلق برفضها تطبيق حكم الإعدام، أو حتى دعمها وصول النساء إلى خدمات الإجهاض كرعاية صحية أساسية، حتى أن الفاتيكان وجه انتقادات إلى منظمة العفو الدولية بسبب ذلك.
انتقدت العديد من الحكومات وأنصارها منظمة العفو الدولية لانتقادها سياسات تلك الدول، بما في ذلك أستراليا، وجمهورية التشيك، والصين، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومصر، والهند، وإيران، والمغرب، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وفيتنام، وروسيا، ونيجيريا والولايات المتحدة، لأن ما يؤكدونه هو إبلاغ من جانب واحد أو فشل الحكومات في التعامل مع التهديدات الأمنية، والمخاوف من حقوق الإنسان.
ولا يخفي على أحد دور هذه المؤسسات في إحداث فتن واحتجاجات في عدد من الدول العربية، فنظرة إلى تقارير وبيانات “العفو الدولية” أو “هيومان رايتس واتش”، كفيلة بأن تعرف ما الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وحتى نكون أكثر دقة، ما المصائب التي يجب أن ترتكب تحت دعاوى الحرية والديمقراطية، وهي شعارات جوفاء بدايتها الوصاية وليس نهايتها الاقتتال والحروب الأهلية والتحكم في مصائر الشعوب وطمع الدول التي تحرك هذه المنظمات في الثروات ووهم الريادة.
وكلما حققت دولة عربية انتصارا ضد القوى الظلامية، والعناصر الإرهابية ، تخرج علينا منظمة مشبوهة تحاول التشكيك فى الحرب ضد الإرهاب، وتقدم دعما للعناصر المتطرفة، لتضرب بالدساتير والقوانين عرض الحائط، فوحدها الواصية وصاحبة سيناريوهات الخراب.
إن جميع التقارير الصادرة من منظمة العفو الدولية تتضمن مجرد كلام مرسل ولا يوجد أى مستندات لديهم فى تقاريرهم المشبوهة، لكنها طوال الوقت تحاول أن تمارس نوعا من الضغط السياسى والأمثلة كثيرة، سواء في المملكة أو مصر أو لبنان والعراق وفلسطين وسوريا والأردن، وحتى موسكو التي وصفت تقارير منظمة العفو الدولية بأنها مسيسة للغاية وملفقة، وذلك على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية.
ليبقى السؤال مطروحًا: من وراء هذه المنظمة المشبوهة داعمًا وممولا ومشرفًا على الفروع التي تدار في بلدان عدة، ولماذا تتدخل هذه المنظمة في مصائر الشعوب وقرارات الحكومات، وما الذي تريده من الإنسان الملتزم بعقيدته وشريعته وأحكام دينه؟!