المقالات

أدلجة الفكر

من يعتقد أن الارهاب مُقتصر على القتل والخطف والتفجير…، فعليه أن يراجع مفاهيمه. لأن الارهاب يكون أيضًا باستهداف الأبرياء والبُسطاء بالخطابات الحماسية والإيديولوجيات الفكرية، ليقود الأتباع المغُيبين عقلياً وعاطفياً والمخُتطفين ذهنياً والذين لا رأي لهم، ليكونوا وقودًا لمصالحهم الخاصة وغاياتهم الدنيئة.
الميت من التفجير لا يعود للحياة، بينما من اخُتطف ذهنيًا يستطيع المصلحون إعادته للطريق القويم، وهي في النهاية معركة ذهنية نستطيع تداركها إن اجتهدنا، بينما معركة الدم هيهات هيهات تداركها فقد سبق السيف العذل
لإن أصل المعركة الذهنية هي العقل…..والعقل هو أساس الدين بنص القرآن الكريم فقد ذكر في مواضع كثيرة….منها قال تعالى:(أفلا تتفكرون) سورة الأنعام..، قال تعالى:(أفلا تعقلون) سورة البقرة..، قال تعالى:(إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) سورة الرعد..، فالإيديولوجيات الفكرية تحاول دائماً تقييد العقل.. فأكبر كارثة على مر التاريخ هي التبعية الفكرية.. وشيوع الاعتقاد بأن كل شيءٍ من الغرب صحيح، وأننا فقراء في كل المجالات.. التبعية الفكرية للغرب للأسف هو شعور بالدونية ليس إلا!!…. فالبعض يرى الغرب براقاً في كل شيء فيسخط على قوميته…دينه.. وطنه…ومجتمعه..، فهذا الانحياز للغرب بأنه الأرقى هو انحياز يدل على سطحية الفكر فلكلاً مايمُيزه…ولكلاً ظروفه وإطاره وكينونته الخاصة به…وما يكون في مجتمع قد لا يكون في غيره…
المتتبع للتاريخ يجد أن المنفذ الأساسي لتمرير هذه الإيديولوجيات والأفكار التي يُراد منك فهمها هي من خلال المسلسلات والأفلام (الميديا) التي لم تكن يومًا لأجل المتعة…!!!
ومن أمثلة الإيديولوجيات عبر التاريخ على سبيل المثال لا الحصر:(النسوية، الجهاد، الإلحاد، المثلية…وغيرها الكثير)
وتمرير تلك الأخيرة وإبرازها وترميزها بأجمل شيء يفرح به الطفل وهي ألوان قوس الرحمن الجذابة..، مُررت في ألعابهم وأدواتهم المكتبية، ومقتنياتهم الخاصة، وأعادوا نفس التخطيط الذي حدث في تلك الإيديولوجيات السابقة بكل احترافية. وغيرها من الحملات التي غيُبت فيها عقولنا وصولاً إلى الأمس ننصدم بماركة عالمية تثير غضباً بحملتها الترويجية التي ظهر فيها أطفال مع إكسسوارات ذات دلالات إباحية، برسائل مُبطنة داخل الصورة من خلال وضع وثائق وكتب تبيح عرض الأطفال للحملات الإباحية…………شيء ينُدى له الجبين.
لذلك واجبنا كمسلمين أن نتعلم، أن نعرف كيف نرد عليهم، أن نظهر الحقائق بدل تركهم يكذبوا ويحرفوا فيها، وذلك بالرجوع للقرآن الكريم والسنة النبوية نتبصر ونتمعن في أحكامهم وأن نتفقه فيهم، أن نقرأ التاريخ ونتثقف في الإيديولوجيات التي حاولوا ولازالوا يحاولون أن يفرضوها علينا، أن نحافظ على عقول أبنائنا، أن نتحاور معهم أن نثقفهم في كل شيء، أن نعلمهم التفكير الناقد الذي يمُحص الأفكار والإيديولوجيات ويفتتها، ويعرف بواطنها، وأهدافها الخفية….

ختاماً لن نصعد بالأمُة ونحن جاهلين!!!!!!!

د. نجوى بنت ذياب المطيري

دكتوراه أصول التربية بجامعة المجمعة - مجلس شؤون الأسرة

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. مقال أكثر من رائع .. حفظك الله دكتوره ونفع بك البلاد والعباد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى