معطيات الحرب الروسية الأوكرانية تُشير أن استراتيجية الغرب هي حرب استنزاف ضد روسيا سياسيًا واقتصاديًا، وماليًا وعسكريًا من أجل تحيدها، وجعلها تدور في دوامة حرب لا نهاية لها ولا يوجد منتصر فيها.
التطور أو المنعطف الأخير في هذه الحرب قيام كل من أمريكا وألمانيا وفرنسا بتزويد أوكرانيا بحزمة جديدة من المعدات العسكرية تشمل عربات برادلي المزودة بصواريخ تاو وماردر ومدافع هاوتزر وباتريوت 10Rc-Amx الفعالة والمتطورة، وهذا ما سوف يحدث نقلة نوعية في هذه الحرب لصالح أوكرانيا.
إن الغرب يقف بكل ثقله في هذه الحرب من أجل استنزاف روسيا أولًا، ومن ثم خسارتها ثانيًا وإجبارها على الانسحاب من المناطق التى سيطرت عليها في بداية الحرب.
المُتابع لسياسة الغرب تجاه هذه الحرب يعرف جليًّا أنه لا يخشى من احتمالات نشوب حرب نووية من قبل روسيا؛ لأنه يعرف أن الأخيرة لن تغامر باستخدام السلاح النووي من أجل حسم الحرب لصالحها؛ لأن السلاح النووي منذ الحرب العالمية الثانية هو سلاح ردع، ولم يستخدم قط بعد الضربة النووية الأمريكية ضد اليابان؛ لذا من المتوقع أن هذه الحرب تبقى ضمن حدودها الحالية، وتبقى حرب استنزاف دون حسمها عسكريًا، وهذا غاية ما يريده الغرب خصوصًا بعد أن ضمن الغرب أن الصين تنأى بنفسها عن هذه الحرب أو الدخول المباشر إلى المحور الروسي.
