أبدى صديقي تذمره.. متسائلا:
أين الهوية الوطنية؟!
قدح زناد قلمي كي ينثر بعضاً من شعور وطني يختلج في ذواتنا كـ أبناء وطن نحبه أكثر من حبنا لأنفسنا، نغار عليه، نريد كل شيء منه وإليه؛ حتى الأسماء لا نريدها إلا من جنباته، من ذاته، من اقتباساته، ومسمياته!!!
الوعي أحد مدركات الوطن بل هو الوطنية ذاتها، متى ما كان الموظف، المسؤول ذا عمق ودراية وتمكن فسيتحاشى كثيرا من الإحراجات، بل لن يمرر إلا ما كان وطنياً صرفاً ليس دخيلا أو متحايلاً تحت أي ذريعة أو أهداف مبطنة ولو كانت تطبخ في قدر ضغط بالبهارات الشرقية أو الغربية أو تقدم على هيئة حلوى أو شوكولاته أو عصير محلى؛ ليُذهب ذلك الطُعْم ماخفي وعظم من غشاوةٍ أو خديعة.. ظاهرها اسم مجرد؛ فيما هي ولاء ( عابر للحدود)؛ للوطن الأصل.. ليستحضر أولئك أوطانهم في وطننا!! وياليت الأمر كذلك وحسب بل إن تلك ( الهويات البصرية) تطبع في نفوس الأبناء بلدانا ومدناً مغايرة بطعم لذيذ ربما ينسيهم أسماء مدننا وأجزاء وطننا!!.. هل وصل المقصد؟! ومن أقصد تحديداً؟!
إنها – أيها السادة الكرام- أسماء المحلات التجارية بمختلف نشاطاتها من مطاعم ومطابخ وكفيهات ومحطات وقود وبقالات وغيرها مما وسم بأسماء مدن ومحافظات وربما بعض الأسماء ذات مدلولات خرافية .. تلك تعتمد من قبل الجهة المصرحة كهويات بصرية مما يجعل الزائر – من كثرتها وتفشيها كـ ظاهرة تنافسية من قبل جنسيات معينة – يتساءل: في أي دولـــة هـــو؟!
ونحن هنا نتســــأل أيضــا:
– أين ولاء أصحاب المحلات وانتماؤهم- إن كانوا سعوديين أو يملكونها حقا – في أن لا يوصمون محلاتهم إلا بأسماء وطنية لا مفروضه أو مستوردة من الخارج؟!
– ألا يملك موظفو البلديات بعد نظر ورؤية واضحة قبل ترسية وتسكين هذه الأسماء، لتخضع للمراجعة والتمحيك ليرفض ما يتناقض مع معنى الوطنية؟!
الأمر ليس تضخيماً بل إنه يعد تسطيحاً وقولبة لمفاهيم ربما تتوطن كمسلمات نفسية أو اقتصادية ذات أبعاد أعمق تعد في حكم مشكلة قائمة تحتاج لضبط لتكون الهوية الوطنية هي المسيطرة دون منافس أو منازع!!.