المقالات

البيعة الثامنة: تأملات وتذكيرات

في الذكرى العطرة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله – نستذكر كلمة جلالته في يوم الثالث من ربيع الآخر عام 1436هـ، الموافق 23 يناير عام 2015 ميلاديًا، عندما تمت مبايعته على إثر وفاة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – يرحمه الله – وهي تلك الكلمة التي حملت الأجندة السعودية في هذه الحقبة الزاهرة من المسيرة السعودية المباركة؛ حيث آل جلالته على نفسه أن يضع نصب عينيه مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها تمسّكًا بالشريعة الإسلامية الغراء، وحفاظًا على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملًا على مواصلة البناء وإكمال ما أسسه السابقون من ملوك هذه البلاد – رحمهم الله – وذلك بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها، مؤكدًا على أن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمام جلالته ورعايته، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، متطلعًا إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن. اليوم، ومع الذكرى الثامنة لمبايعة جلالته، لا بد وأن يلفت نظرنا أن ما وعد به جلالته قد تحقق بحذافيره، حيث شهدت المملكة منذ مبايعة جلالته المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، وشكلت في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته؛ ما يضعها في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة، حتى إنه يمكن القول: إن الإنجازات فاقت التوقعات والمؤملات، حيث أصبحت المملكة دولة صاعدة تمتلك مفاتيح التقدم والتميز والانطلاق إلى آفاق رحبة بين دول العالم الأكثر تقدمًا متسلحة بسلاح الإيمان والثقة وبسلاح الوحدة الوطنية الذي أصبح مثالًا يُحتذى بين بلدان المنطقة، وقد تعززت آمالها وأهدافها ومنجزاتها وترسخت على أرض الواقع نموًا ورخاء واستقرارًا، وتوَّجت هذه الملحمة برؤية المملكة 2030 التي جسدت طموحاتها وآمالها العريضة في تحقيق مجتمع الرفاهية في ظل تطور شامل ومشروعات عملاقة، ومن خلال تنمية مستدامة تحقق تطلعات القيادة والشعب السعودي النبيل.
ومنذ بداية عهد الملك سلمان – حفظه الله – شهدت المملكة تطورات غير مسبوقة في جميع النواحي سواء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنموية والتنظيمية، وتقدّمت السعودية في تقنية المعلومات والاتصالات والحكومة الإلكترونية تقدمًا كبيرًا، وضعها في المراتب الدولية الأولى. كما أصبحت المرأة رقمًا صعبًا في المعادلة المجتمعية السعودية، عندما ارتادت بكل كفاءة واقتدار كافة مرافق العمل في الدولة.
اليوم أصبحت المملكة – بحمد الله وتوفيقه – وجهة وواجهة سياحية وثقافية واستثمارية ورياضية يؤمها الزائرون من كل صوب، ولم يكن ذلك ليتحقق على أرض الواقع لولا توفيق الله وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي ظل يعمل – منذ تولي جلالته مهام الحكم – دون كلل أو ملل ولا يدخر جهدًا في تحقيق حلم النهضة الشاملة والتنمية المستدامة على أرض المملكة يسانده سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان مهندس الرؤية وصانع الحلم السعودي الذي فاق الواقع وتخطاه. لنا أن نحمد الله ونشكره على نعمه الكثيرة التي أنعم الله بها على بلادنا الغالية، وفي مقدمتها نعمة الإيمان والقيادة والاستقرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى