المقالات

اهتمام نوعي بالمواقع الأثرية ..

الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تقوم بعمل جليل من خلال بعث الروح في المواقع الأثرية التاريخية الدينية التي لها ارتباط وثيق بصدر الإسلام في عهد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وهذا الاهتمام بهذه المواقع بالتأكيد يأتي بناءً على توجيهات الدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله .

وما افتتاح حيّ حراء الثقافي اليوم برعاية سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين إلا الدليل الساطع بأن هذه المواقع لن تبقى في الظل بل ستكون متاحة وعلامة فارقة في ثقافة بلادنا التي تشهد نقلات نوعية خلال السنوات الأخيرة تعطي مؤشرات إيجابية نحو السياحة المتخصصة والموجهة سواء للداخل أو الخارج بطريقة احترافية وعالمية ترضي جميع الأذواق .

في المنطقة الغربية وبالتحديد في مكة المكرمة ومدينة جدة تقوم ثلاثة مشروعات ثقافية في مواقع مميزة تعطي دلالات رمزية على قدسية المكان في مكة المكرمة وأهمية المكان في مدينة جُدة المشروعان الثقافيان في مكة تتمثل في حيي حراء الذي سيدخل الخدمة السياحية هذا اليوم وفي جبل ثور وما يضمان هذان الجبلان من آثار إسلامية ارتبطت بالدعوة والتعبد والجهاد في سبيل إعلاء كلمة التوحيد على يد رسولنا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار الذين ساندوه ووقفوا مع وهو يدعو إلى عبادة رب العالمين ونبذ الشرك وأهله ومازالت هذه الآثار موجودة حتى عصرنا الحاضر باعتبارها آثار إسلامية تجد اهتماما بالغا من حكومة المملكة العربية السعودية بالتخطيط والتطوير والتنظيم وإيجاد البنى التحتية لخدمة مرتاديها من المواطنين والمقيمين ومن الحجاج كل عام والمعتمرين طوال العام .

ومن نافلة القول فإن حي حراء يقع على مساحة تقدر تقارب سبعين ألف متر مربع بجوار جبل النور الذي يقع في قمته غار حراء الجبل البالغ ارتفاعه أكثر من ألفي قدم عن سطح البحر على بعد عشرة كيلو مترات من المسجد الحرام والذي احتضن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تعبد الله فيه بعد أن تلقى الرسالة من ربه عن طريق جبريل عليه السلام وهو في مهبط الوحي وحسب المعلومات فإن هذا الحي سيشتمل على عدد من المشروعات منها معرض الوحي وحديقة عامة لزائري المكان وأسواق تجارية وعدد من النزل وبعض المتاحف وتمهيد الطريق الذي يصعد عبره الزائر إلى الغار مع الاهتمام بكافة التسهيلات وما يتعلق بالسلامة والإرشاد السياحي .

وفي الاتجاه الآخر نجد حي جبل غار ثور الثقافي هذا الجبل الذي لا تقل أهميته عن جبل النور حيث الأول يمتد على مساحة تقدر بمائة وسبعة وعشرين ألف متر مربع جنوب شرق مكة المكرمة وجنوب المسجد الحرام على بعد أربعة كيلو مترات تقريبا وعلى ارتفاع يزيد عن ألفين وثلاثمائة قدم وهو الذي مكث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام أثناء هجرته للمدينة المنورة وفيه قال رسولنا الكريم لصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما قال : لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا يقصد قريش فقال صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ .وقد ذكر الله هذه الحادثة بقوله تعالى 🙁 إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )

ومشروع حي هذا الجبل يحتوي على معرض للهجرة النبوية بأحدث التقنيات يشرح قصة الهجرة وما حصل فيها من أحداث جسام بأسلوب شيق سمع بصري ويحتوي معرضا يتحدث عن السيرة النبوية وهناك خدمات لوجستية تحقق الراحة التامة لزائري المكان طوال العام تحت إشراف الهيئة الملكية أيضا .

أما المشروع الثالث فيقع في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة والذي يعتبر متحف نوعي تحت مسمى( بينالي الفنون الإسلامية ) والذي تم افتتاحه مؤخرا بالتعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الحج حيث يتحدث فيه متخصصون بأربع لغات سمعية عن محتويات المتحف ويوفر المتحف أكثر من خمس عشرة لغة مطبوعة للحجاج والمعتمرين والزائرين والذي سوف يستمر ثلاثة أشهر قادمة وسيصاحب هذا المتحف نشاطات مختلفة على مدار أيامه التسعين القادمة فيما يشارك فيه عشرات الفنانين بين محليين ودوليين بعشرات الأعمال المعاصرة إلى جانب عرض مئات القطع الأثرية ومصاحف القرآن الكريم وبعض هذا المعروضات تعرض لأول مرة وعشرات الأعمال العالمية التي تشارك لإثراء المتحف بكل ما يشد انتباه زواره في دورته الأولى التي لاقت صدى إعلامي فريد عبر القنوات الفضائية والإعلام المقروء والمسموع وبالمناسبة فإن المملكة العربية السعودية ومناطقها ومحافظاتها تضم متاحف بين حكومية تحت إشراف الوزارات المعنية ومتاحف أهلية تعيد بذاكرة الإنسان لمئات السنين وتشهد إقبالا كبيرا في المواسم من السكان ومن القادمين من الخارج إلى جانب القرى الأثرية التي تحافظ على مكانتها الزمكانية وتلقى دعما من الجهات ذات العلاقة ماديا وتنظيميا .

انعطاف قلم :

ما زلت وغيري من أبناء منطقة الباحة وزائريها طوال العام وفي فترة الصيف بالذات أن نرى متحف الباحة العام يضم جميع مقتنيات المتاحف الخاصة ومتحف الباحة تحت سقف واحد حيث سيكون إضافة جميلة لنشاطات الصيف وفعالياته الترفيهية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى