المقالات

الهلال الجريح

غادر فريق الهلال كبير آسيا أرض الوطن؛ ليمثلنا في بطولة كأس العالم للأندية على أرض المغرب الشقيق وهو في ظروف صعبة مؤلمة لو تعرض لها أي ناد في المملكة لما بقى في المراكز المتوسطة فضلاً عن الأخيرة ولكن الهلال كعاداته ينافس على مراكز الصدارة فهذه طموحاته الدائمة المشروعة، وهذه تطلعاته المعتادة في كل موسم ولا عزاء للمتوهمين.

غادر الأزرق وقد سبقت نداءات ساذجة من بعض من ابتلي بهم الإعلام الرياضي وتصدروا المشهد الإعلامي مؤخراً؛ بمطالبات بترشيح فريقهم للعب في بطولة كأس العالم للأندية؛ بحجة كونه أكثر جاهزية وكأن الجاهزية هي البديل النظامي لفريق يستحق التمثيل الحالي؛ لأنه باختصار بطل القارة الآسيوية وحده. وبالمناسبة كشف لهم الفريق الاتحادي البطل مستوى الجاهزية المزعومة بثلاثة مع الرأفة.

غادر الزعيم الهلالي وهو يحمل بين جنباته آلام وأوجاع رياضية طبيعية وغيرطبيعية! لم يلتفت إليها وللأسف القائمون على مهام ومسؤوليات كرة القدم السعودية سواءً من قريب أو بعيد، فليس من المعقول فريق يمثل الوطن وفي بطولة عالمية بمشاركة نخبة من الأندية وهو في حالة انكسار قوي لم يسبق لها مثيل.

ونجوم الفريق الهلالي الكبار أمام هذه التحديات والعقبات وبكل تأكيد سيثبتون أنهم على قدر عال من المسؤولية، وأنهم أصحاب همة وعزيمة سيتجاوزون كل جميع العقبات ويرسمون الفرحة والبسمة على محيا جماهيرهم بإذن الله تعالى، وسيكونون الند بالند في الميدان فلا كبير في كرة القدم فالكرة تخدم من يخدمها.

يا وطن هذا جريحك ضعه بين عينيك بعد ما حملته بحب وخوف بجناحيك إلى أرض بعيدة المسافة قريبة من دواخل القلب وسيخبرك سرا ماذا فعلوا به في ليلة البهجة والسعادة، وماذا فعلوا به لاحقاً، ولا تتفاجأ بأن ابنا من أبنائك وفي غفوة عين ذبح من الوريد إلى الوريد هكذا بلا سبب سوى أنه بطل (65) بطولة.. بطولات كانت على ثراك، وبطولات كانت خارج حماك.. وهذا من المؤكد ما يؤلمهم كثيراً ، وهذا من المفروغ منه ما يتعبهم كثيراً، ولا بأس فقد حصل ما حصل والأهم أن لا يعود هذا الألم عليه مرة أخرى فذنب الهلال الوحيد أنه لعب باسم الوطن، وانتصر باسم الوطن ومن أجل الوطن.. وكل انتصار وفرح وأنت بخير ياوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى