بكل جدارة تنطبق سمات ومميزات الجامعة النموذجية على جامعة أم القرى التي تُعتبر نواة للتعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية، عندما وجه موحد هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه- بتأسيس كلية الشريعة في مكة المكرمة لتصبح أول مؤسسات التعليم الجامعية في المملكة العربية السعودية وذلك عام 1369هـ؛ إضافة إلى المكان والمكانة التي حظيت بها الجامعة حيث اتخذت من أطهر بقاع الأرض مركزًا ومقرًا لها، وتُعد جامعة أم القرى من أكثر الجامعات قبولًا وتخريجًا لطلاب الدراسات العُليا في مختلف التخصصات العلمية والنظرية، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في دعم حركة البحث العلمي من خلال الرسائل العلمية والبحوث المنشورة لأعضاء هيئة التدريس، وساهمت مواكبتها للمستجدات العلمية والمعرفية، في مختلف المجالات، في جعل الجامعة مركزًا علميًا وحضاريًا بالشرق الأوسط وأنموذجًا يقتدى به، حيث بلغ عدد طلابها في مختلف الدرجات العلمية أكثر من خمسة وثلاثين ألف طالب وطالبة، وعدد كلياتها ومعاهدها بلغ (35) تضم أكثر من (121) قسمًا تنفذ سنويًا أكثر من (654) برنامجًا علميًا في (372) تخصصًا علميًا ونظريًا وتطبيقيًا، تخرج سنويًا آلاف المؤهلين في جميع التخصصات للمساهمة في دفع عجلة التنمية في وطنا الغالي.
من ضمن البرامج النوعية التي طبقتها جامعة أم القرى برنامج التسريع الأكاديمي لبعض المقررات الأكاديمية تحت شعار “لأنك موهوب” كجامعة رائدة في مجال الموهبة والإبداع، ودعم طلابها بالسبل والوسائل كافة من أجل خلق بيئة تعليمية محفزة داعمة للإبداع والابتكار؛ إضافة إلى منح الفرصة للطلاب للتخرج المبكر والبدء في الإسهام المهني والإنتاجية المبكرة.
أما على صعيد التعليم والتدريب الإلكتروني والتحول الرقمي؛ فقد حققت جامعة أم القرى نجاحات متلاحقة أهمها تقديم حزمة متنوعة من البرامج التدريبية المتخصصة أهمها برامج أساسيات التعليم الرقمي، إضافة إلى برنامج التميز والابتكار في التعليم الرقمي، على أثر تطبيق وتفعيل هذه البرامج النوعية منحتها شركة “بلاك بورد” العالمية جائزة للتدريب والتطوير المهني على مستوى العالم، وهي جائزة لها وزنها ومكانتها العالمية والعلمية.
وفي مجال البحث العلمي والمراكز البحثية؛ فإن الجامعة تمتلك بنية تحتية متميزة للتعليم والبحث العلمي، قلما تتوافر في الجامعات الأخرى، وتشرف على أكثر من ستة كراسي بحثية، وتضم عمادة البحث العلمي كوكبة متميزة من الباحثين والأكاديميين المتميزين الذين يعدون رموزًا للبحث العلمي على المستوى المحلي والدولي، وبجهود العمادة تصاعدت وتيرة النشر العلمي لمنسوبي الجامعة في مجلات اسكوبس ومجلات ISI، وخلقت مجالًا للتنافس بين الكليات والأقسام انعكس بشكل واضح على مكانة الجامعة في التصنيفات الدولية، فقد حققت جامعة أم القرى في تصنيف Quacquarelli Symonds) ) QS للعام الجاري 2022م المرتبة (17) عربيًا، وذلك لما تملكه من إمكانيات مادية وبشرية وخبرات علمية على مر السنين، في ظل الدعم السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
ولا ننسى مبادرة الجامعة لهذا العام الأكاديمي الجاري التي حققت حلم نسبة كبيرة من أبناء الوطن بعد أن فتحت المجال لقبول من تجاوزت أعمارهم (25) عامًا بعد أن أوصدت معظم الجامعات الأبواب في وجوههم؛ وذلك من خلال برامج قبول إلكترونية، خصصت لهم لتكون ذلك أول جامعة سعودية تلتفت الى فئة المتعثرين من أبناء وبنات الوطن الذين يطمحون لتحقيق حلمهم في إكمال مسيرتهم العلمية.
بعد أن تطرقنا إلى جزء بسيط من مكانة وإمكانيات ومنجزات جامعة أم القرى التي ضاربة في جذور التاريخ، فإننا نتوقع من هذه الجامعة العريقة، التي قدمت الكثير لأبناء الوطن عبر مسيرتها الظافرة، أن تواصل رسالتها المنوطة بها خدمة للوطن وللمواطن والتعليم كما عهدناها دائمًا؛ وذلك لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار والاستثمار الأمثل في أبناء الوطن الذين يعدون الثروة الحقيقية للوطن، والتحوَّل إلى اقتصادية المعرفة التي تعتمد على تحويل الأبحاث والدراسات النظرية إلى واقع ملموس ومحسوس في ظل توفر الإمكانيات المادية والبشرية.
وفي الختام ندعو الله للقائمين على الجامعة بالتوفيق والسداد في تحقيق المزيد من الإنجازات التي تنعكس على الوطن وأبنائه.
0