المقالات

هرجة بريال

قبل فترة ضجت مواقع التواصل إثر تغريدة كتبتها بلهجة بسيطة واضحة – من الآخر – مثل ما يقال غالبا، و بين عشية وضحاها تداول الناس ما كتبت، لم يهمني الموضوع كثيراً لأن ما كتبت مثل ما يقال باللهجة العامية – هرجة بريال –
لم آت بشيء جديد فيما كتبت، لأنه الأغلب و-البعض – موجود ومسكوت عنه، والسواد الأعظم أصبح يجاهر به، المضحك في الأمر أنهم لم يهاجموا الفكرة وهاجموا شكلي وأصلي، كل هذا لا يهم طالما الفكرة قيلت بتساؤل لماذا؟

نأتي لما كتبته في تغريدتي ((عزيرتي الموظفة إجعلي زوجك يصرف عليك بدلاً من أن يصرف أمواله على أخريات غير عاملات))

للنناقش الفكرة بوعي قليلاً بعيداً عن التحامل، إن حياة الإنسان المادي تتأثر كثيراً بالطريقة التي تربى عليها، فالخبرات تنمو وتظل كامنة لتظهر واضحة في مرحلة النضج. ولذلك، فعندما يحدث الزواج يكون لدى الزوجين خبرات سابقة مكتسبة متراكمة
من بيئته وتربيته، لذلك فأفضل الطرق التي يمكن إتباعها عند الحديث عن المال هو التفاهم والصراحة، وذلك لأن هذه الناحية بالذات قد تحدث شرخا في جدار الزواج..
ما دفعني لكتابة التغريدة وكتابة المقال اليوم، هو أن بعض من الأزواج يقولون: أن من أسباب الطلاق لديهم، الشعور المستمر بأنهم مهمشين في حياة الزوجة، لم تعد زوجته الموظفة في ظل الإنشغالات تعبر عن حاجتها له، سواء مادياً أو عاطفياً بحجة أنه لا يوجد وقت له، وفترة عودتها من العمل تريد الراحة وأصبحت مساوية له تماماً فما الحاجة له ؟!

رغم أن أغلب الموظفات يساعدن أزواجهن في مصاريف البيت والأبناء، لذا يبحث عن من تعزز له شعوره الفطري بالحماية والبذل والصرف والإنفاق، فيذهب لغيرها بحجة الصداقة أو الحب أو علاقة عابرة، أو حتى علاقة تؤدي للزواج من أنثى تحتوي بذله متفرغة له تماماً..
قد يهاجمني البعض من السيدات، ولكنها الحقيقة الموجودة باختلاف القصص والحجج التي من وجهة نظري أنها حجج وآهية من الزوج لتبرير خيانته مثلاً.

فالصراعات المالية دائماً ترتبط بالفترات الإنتقالية في حياة الأزواج، لذلك فإن كل تلك الظروف تحتاج إلى وقفة لإعادة ترتيب الحياة والإتفاق على الأسلوب السليم للتعامل مع تلك المستجدات الجديدة، ولكن ما الذي يضايق الزوجة من زوجها عند الحديث عن المال؟
إن مجرد معرفة نقطة الخلاف تحديداً يجعل مناقشة ما يشعر به كل منهما تتم بهدوء تام والإنصات إلى الطرف الآخر

حتى النهاية، دون إلقاء الأحكام على أفكار الزوج، إذ يجب على الزوجة أيضا تحديد هويتها المالية..
هل هي مسرفة؟
هل هي حريصة؟
هل تتجنب المناقشات المادية وتؤجلها دائماً؟
كل أناث الأرض يحببن الحب، أعط حباً لتأخذ حباً.
كذلك عزيزتي الزوجة الموظفة، أعط وقتك لزوجك و افتحي عينك وقلبك و روحك، حتى لا يطير الطير برزقه وخيره لمكان لا تحبينه ولا تريدينه، و في الاخر هي هرجة بريال و الريال ممكن يصير مليون و مثمر و ناجح كله بعلاقة متوازنة ناضجة وبالإتفاق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى