تكررت على مسامعنا في طفولتنا قصة راعي الخراف بمختلف اللهجات والأساليب والطرق، ذلك الراعي الذي كان يدعي أن هناك ذئبًا يأكل خرافه، وكلما همَّ أهل القرية لنجدته كشفوا حيلته إلى أن جاء الذئب يومًا، وأكل خرافه حقًا ذلك الوقت عندما استعان بأهل القرية لم يأتوا لنجدته كذلك وسائل الإعلام الحديثة اليوم تنتشر فيها الشائعات والأكاذيب كالنار في الهشيم.
أصبح هناك الكثير من رعاة الخراف، نقع نحن ضحايا عبثهم ينشرون الشائعات وأخبار زائفة مصدرها مجهول، وتنتشر بسرعة كبيرة جدًا ليزعزعوا أماننا ويبثوا الخوف في قلوبنا ويضللوا طريقنا؛ فكم من شائعات كسرت قلوبًا، وكم من شائعات فرقت بين الأهالي والأصحاب، ومن أكثر الفئات التي تتأثر بالشائعات الأطفال وكبار السن، ويقع على عاتقنا حمايتهم، هناك مقوله تقول: “هناك أناس يأخذون الشائعات ويزينونها بطريقة يمكن أن تكون مدمرة، ويجب القضاء على هذا التلوث من قبل الناس في أعمالنا بأفضل ما يمكننا” “بوب وودوار”.
للإعلام دور كبير في التأثير على المواطنين وإقناعهم ويكمل دوره بدحض الشائعات عن طريق تسخير قواته لمحاربة الشائعة بالحقيقة، واستغلال وسائل الإعلام كافة في توعية المواطن، ورفع مستوى ثقافته لئلا يقع في فخ ناشر الشائعة؛ بالإضافة إلى كسب ثقته حتى لا يحوَّل مساره في تلقي المعلومات إلى مصادر أخرى.
ثم يأتي دور الفرد في حماية نفسه وعائلته ومجتمعه بإيقاف تداول الأخبار بين عامة الناس، وحثهم على التوجه إلى الصفحات الموثوقة لأخذ الأخبار، هناك إحصائية تقول: إن 70% من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تناقلناها من شخص إلى آخر، والحرص على نشر الحقيقة في أوسع نطاق، ومحاربة ناشري الشائعات بالتبليغ عنهم وعدم تجاهلهم “فالساكت عن الحق شيطان أخرس”.
“ألم يمل ناشر الشائعة من نشر الكذب، ولن نمل نحن من تصحيحها”.
0