المقالات

معالي المشهور

أحد معارفي يعمل في مقهى، ويقسم بالله، أنه شاهد بأم عينه هذا الموقف في المقهى.

يتلخص الموقف في أن صاحب المقهى نسق مع أحد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي لعمل إعلان ودعاية للمقهى، وفعلاً حضر معالي المشهور إلى المحل، برفقة مساعده المصور والمخرج وحارسه الشخصي، وجلس المشهور على طاولة كأنه واحداً من الزبائن، وكان وقتها المقهى مغلقاً عليهم، وخالياً من الزبائن، بهدف تصوير الإعلان بعيداً عن أعين مرتادي المقهى، والمعجبين، وحتى يكون الإعلان محبوك.

قدموا للمشهور على الطاولة جميع أصناف مبيعات المقهى من جميع أنواع القهوة، والحلويات، والكيك، والمعجنات، وبدوره قام هذا المشهور بمدح تلك الأصناف، ووصفها بأنها شهية جداً، وأخذ يعمل بعض الحركات بيده وبتعابير وجهه ليظهر إعجابه وإحساسه الوهمي بالطعم اللذيذ والخرافي والرائحة الزكية، ليخدع متابعيه، وهو أصلاً لم يتذوق شيئاً من تلك المأكولات والمشروبات الساخنة والباردة ولم يضع منها شيئاً قط في فيه، لا من قبل، ولا أثناء أداء الإعلان، ولم يجرب في حياته هذه الأصناف التي تقدم في ذلك المقهى.

أغلب مشاهير وسائل التواصل يهدفون للربح المادي وتعبئة جيوبهم، بغض النظر عن مصداقية ما يقدمون، هل هو حرام أو حلال أو غش وتدليس، المهم أنهم يكسبون على حساب خسارة متابعيهم.

لا أعمم على جميع المشاهير، لأن هناك مشاهير يتحلون بالمصداقية والأمانة ويتخيرون أفضل الأماكن لكي يعلنوا عنها، وليس الإعلان عن ” اللي يسوى واللي ما يسوى” .

وفعلاً عندما تقوم بزيارة، أو تطلب من الأماكن التي يعلنون عنها وتجربها أنت شخصياً تجد صحة ما يعلنون عنه، فهؤلاء المشاهير الصادقين يجربون قبل أن يعلنوا، فإن وجدوا أن المنتج فعلاً يستحق الإعلان أعلنوا عنه وغير ذلك فلا، لأن هدفهم كسب ثقة المتابعين قبل الكسب المادي.

وتجد صنف من هؤلاء المشاهير يجربون الأماكن والأصناف من المبيعات أياً كان نوعها، ملبوسات أو عطور أو مأكولات ومشروبات، أو أي شيء يعلنون عنه، سواءً كان يستحق أو لا يستحق، المهم أنهم يعلنون عنه على أي حال، وهذا الصنف رغم أنه جرب بنفسه، لكنه لم يكن صادقاً في إعلاناته.

لذلك لا تصدقوا إعلانات جميع المشاهير، فليس كل ما يقال صحيح، فبعضهم أناني، همه تعبئة جيبه بالمال، ولا يعنيه أن تصبح جيبونا فارغة، ولا عندما نتعرض لهموم ومشاكل الديون، النفسية، والاجتماعية، والسجن.

– مستشار أسري واجتماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى