المقالات

الحياة ليست كما في الأساطير

مُخطئ مَنْ يتصور أن الحياة ما هي إلا بساط أخضر وفانوس سحري. بساط أخضر يتخذه مطيةً يذهب على مَتْنها إلى حيث يريد، وفانوس سحري يُسَخِّرُ عِفْريته لصُنْعِ كل ما يشتهي ويزيد.
لكنَّ الحقيقة هي أن الحياة ليل ونهار، عتمة ونور، سُبل مُمهدة وعوائق ومطبات، ضحكة ودمعة، أفراح وأتراح، معاناة وارتياح.
والفَطِنُ الحقيقي هو مَنْ يدرك هذا حتى لا يكون هو بنفسه عائقًا أمام نفسه، بل إنه يفطن لماهية الحياة فيُجيد التعامل معها كما ينبغي وكما هي، وهو بهذا يتحلى بالصبر والمثابرة، ويغلق كل أبواب اليأس التي يصادفها، حتى لا يقع فريسة سهلة ومغذية للاكتئاب أو الإحباط، ومن ثَمَّ لِكَوْمةٍ من الأمراض النفسية التي ربما لن يعالجه منها سوى الموت أو الانتحار.
إنه لأمر طبيعي أن تواجهنا صعوبات ما، ومن الطبيعي أيضًا أن نعالجها قدر ما نستطيع، وأن نُكيّف حياتنا وفْقَ المعطيات المتاحة والممكنة.
لكنه ليس طبيعيًا أن ننهزم أمام تحدٍّ بسيط، أو مشكلة عارضة.
ليس طبيعيًا أن نقف مكتوفي الأيدي أو أن نسقط أرضًا، أمام هبَّة ريح تمر أمام أنوفنا…
ليس طبيعيًا أن نتخيل الحياة كما هي في الأساطير والخرافات، بل علينا أن نتأكد أن الأرض ليس عليها فردوس أعلى، بل عليها طرق وعرة وجبال لا ينجح في السير عبر دروبها إلا كل عَدَّاء ماهر.
وأذكر هنا مقولة رائعة لله در قائلها:
“روعة عقل الإنسان أنه يحلم بما يريد، وقوة إرادته أنه يفعل ما يرغب، وشجاعته أنه يتحدى قدراته لينجح” .
فهل يختبر كل منا قدراته وشجاعته ليعرف هل سينجح في حياته أم لا؟ أم سننهزم بالفعل في أول مواجهة بيننا وبين الصعاب؟

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button