المقالات

لا تبكي أيها الطفل الوحداوي

لا تبكي أيها الطفل الوحداوي فما حصل لناديك العريق لن يغيره وليد في برنامجه أكشن، ولن يغيره قريب أو بعيد. وحتى تعرف كل تفاصيل مايحصل الآن في ناديك الغريق للأسف فلابد أن تقرأ التاريخ أولاً منذ أول كأس تحقق في تاريخ هذا الوطن الكبير حتى بدء حدوث مجريات السقوط المؤلم. وإذ لم تستطع فليخبرك فقط ذلك المحب الصادق في حب الوحدة ممن عاصر هذا الكيان الأحمر المغلوب على أمره في أغلب الأوقات.

لا تبكي يابني أبداً وهم يتراقصون على الفرح ويتراقصون على الجرح أيضا، ولا تذرف أيا من الدموع ..دموع القهر والحسرات.. دموع الندم والاختناقات.. فالوحدة حقيقةً إدارات تتبعها إدارات أخرى..إدارة ترحل، وإدارة تحل؛ ليسقطها أشخاص أو جماعات ولا تستغرب حين تعرف أنهم من أهل الدار نفسها.. نعم نفسها..!! تخيل أيها الهائم أحبوا الوحدة إلى أبعد مدى يمكن أن تتصوره ما لم يتصادم هذا الحب المزعوم المشروط مع جميع رغباتهم وتواجدهم في أول المشهد.. ولا جديد بطبيعة الحال تحت شمس النادي الأحمر.

لا تبكي أيها المحب الصغير فأمامك طريق صعب شاق قد لا ترى فيه البطولات والإنجازات على الأقل في المستقبل القريب طالما ناديك العتيق يفتقد لكبير يضم ويلم شمله المشتت هنا وهناك حتى اللحظة.. فمن ليس لديه كبير سيتعب وسيفشل حتماً يابني.. ورحم الله الكبار الراحلين ممن أحبوا النادي بإخلاص، وصدق وللتاريخ فقط سأعطيك بعض الأسماء منهم وليس كلهم قاروت.. أزهر.. عريف.. يماني…عكس ممن جعلوا ناديك في عصره التعيس بوابة للشهرة والهرولة نحو الآخرين.

لا تبكي أيها العاشق الأحمر..فدموعك الغالية على المحبين لن تحرك بأي حال من الأحوال أحاسيس هذه الإدارة العجيبة فهم على وشك الرحيل المحتم.. الرحيل المؤكد فلا تطلبها ولا تستجديها.. فدموعك في نظرهم مجرد عبث لا معنى له.. ومجرد إزعاج لا داعي له.. ومجرد صوت لا يتجاوز حنجرة صاحبه.. وهم في الأساس يدركون أنهم متواجدون في الوقت الخطأ، وأنهم يسيرون في الطريق الخطأ، ومابين خطأ الوقت والطريق ضياع ناديك يا بني..ولسان حالهم يقول: نحن ومن بعدنا الطوفان.

لا تبكي أيها الأمل الوحداوي القريب البعيد فقد تكون كلماتك الصادقة، وجملك المرهقة، ومشاعرك الفياضة سبباً وحافزاً كبيراً لك ولجيلك الواعد في مستقبلكم المشرق؛ لكتابة التاريخ الوحداوي المغيب.. لكتابة التاريخ الوحداوي المفترض، لكتابة التاريخ الوحداوي المستحق، سبباً لكتابة التاريخ الوحداوي الجديد.. وستكونون وبكل تأكيد أنتم الحب الحقيقي بدلاً ممن يزعمون حب الوحدة ليل نهار.

سيكتب التاريخ أن هذا النادي المكي العظيم فيه فصولاً تجاوزت الكثير من المآسي والآلام والأحزان في الماضي والحاضر وحلت في كافة أركانه، فيه فصولاً من الفرقة والشقاق والبعد طالت كامل أرجائه، وأن هذا النادي كان وما زال له جماهيره المخلصة في كل مكان أتعبها الهم والحزن والشقاء حتى الخوف بسبب حبها الدائم، ولعل الأفراح تعود مرة أخرى لهذا الكيان الحزين يابني فقد اشتاق.. اشتاق.. اشتاق المحبون والعشاق لهذا الموعد التائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى