كم من المشاكل ضخمناها وهوّلناها وهي لا تساوي ذلك كله!
كم عانينا للا شيء فقط حباً في المعاناة وتقمص دور الضحية، مع أن الحل كان بسيطاً أمامنا..
تذكر موقفاً، خوفاً من مواجهة، زيارة، إمتحان، عتاب، نقاش تم تأجيلة أو يئست منه مراراً و تكراراً، فقط لأنك تظن أنها مشكلة بلا حل!
تعاني من مستواك المعيشي، و إرتفاع الفقر و البطالة وقلة الموارد ، تعاني من الأمراض والحوادث تعاني من أزمة المياه و الكهرباء و البنزين و الأغذية و الأدوية، و ضرائب القيمة المضافة، وقطع المياه لأسابيع ثم الكهرباء لأسابيع أخرى،
ولم تستطع أن تتأقلم مع الأزمة القديمة لتجد أزمة جديدة مفاجئة، حتى أصبحت في حالة توتر وقلق مستمر، و هذه الأزمة قتلت الرغبة في الحياة داخلك..
وستجد ظاهرة متفشية من الإضطراب النفسي فريد و جديد من نوعه إسمه (إضطراب الأزمات)، هذا الإضطراب يحدث نتيجة تعرض الجهاز العصبي للضغط المستمر، الذي قد يجعل الشخص يتحول إلى هائج عدواني، مشدود الأعصاب عاجزاً عن النوم أو التفكير بسبب خوفه المستمر من سقوط أزمة جديدة على رأسه..
السؤال كيف تتكيف مع هذه الأزمات وفق احتياجاتك و إحتياجات من تعول ؟
كل تلك الأسئلة إجابتها في يدك، نعم في يدك ابحث عنها..
فكر في التكيف مع المستجدات و كيف تحصل على الخبرات في حياتك، لتجعل حلولك أكثر بساطة، وبالتالي حياتك أكثر سلاسة..
تعلمت أن السعادة هي التي تأتي إلينا ولسنا من نبحث عنها!!
تعلمت أن كل مشكلة أمر بها مهما كانت صعبة فإن نهايتها ستكون سعيدة..
حتى و إن ظننت العكس و أن الناس و الظروف كلها ضدك، و أن كل شيء مخيباً لآمالك، فهي تبقى تجربة في مخزون خبراتك تضيف إليك شيئاً في حياتك، وتشكل بنية تحتية لسعادتك..
هل أبالغ ؟
عزيزي القارئ.. عيش مشكلة ما و فكر في الجانب المشرق لها، وستأتي السعادة تلقائيا من مشكلتك كلها..
نعم ستجد من إدخارك وفرة مادية، ومن تقليل الصرف على المطاعم والقهوة أن وزنك نقص، ومن تخفيف استخدام السيارة أنك بدأت تمشي، ومع الوقت لن تحتاج الى نادي رياضي، ومن تخفيف إستخدام الكهرباء أنك أشعلت شموعاً لتنعم ببعض من الهدوء، أو جلست في لحظات تأمل في ( حديقة منزلك)..
ومن التقليل من الكماليات ستتجد أنك أخرجت مالم تستخدمه لتستخدمه.
ستكتشف أن (حلقة الخضار) أرخص من السوبرماركت، ستكتشف محلات (أبو ٥ ريال وريالين) ومحلات بيع المنتجات الاستهلاكية أفضل لحياتك، ستتعلم الترشيد و عدم الإسراف، وأن تبني خطط سليمة متوازنة في حياتك، تضمن بها عدم العجز في دخلك الشهري..
وستتعلم كيف تتكيف وتقترب روحك من الله وتشكره، أن الهمك وأسرتك كيف تتلاحموا في المحن و الشدائد،
لذا كفاكم عويلاً وتهويلاً
تُرى من أي نافذة ستنظر لمستقبلك القادم و مستقبل من تعول ؟! و كيف ستعيش و تتعايش؟!
سلافة سمباوه