عندما يغمض المرء عينيه ولا يرى الحقائق كما هي ويطلق سهامه؛ فتصيب من يقف إلى جانبه من الأصدقاء فيضعفهم، ويعزز قوة أعدائه.
عندما يقف فلسطيني على المنبر، ويوجه أقذع السباب وأقبح الدعوات بالسوء إلى المملكة العربية السعودية التي يشهد العالم كله، وفي كل المحافل الدولية بأنها تقف وقفة الشجعان مع قضيته مُناصِرة لها مدافعة عنها بكل الوسائل المتاحة، وتكسب من أجل قضية فلسطين الأعداء، وتخسر بعض أصدقائها.
ماذا لو اتبعت المملكة المثل العربي القائل: “جنت على نفسها براقش”، وتخلت عن القضية الفلسطينة كردة فعل على هذه الألسن البذيئة.
ولكن أخلاق الملوك لا تتغير فالحكمة ديدنهم في كل المواقف، وسعة صدورهم لا يرقى لها الرعاع.
ليتهم يتذكرون أن الرياض والطائف ومكة كانت ولازالت مراتعهم الخصبة لحل كثير من خلافاتهم البينية، ولازالت عجلة الخير السعودي تسير في صالحهم، اسألوا صفحات التاريخ عن مواقف السعودية مع قضايا فلسطين منذ عقود لا متاجرة ولا شعارات، ولكن قالها الشاعر العربي قديمًا:
إن أنت أكرمت الكريم ملكته
وإذا أكرمت اللئيم تمردا
لقد أثخنت سهامهم الإعلامية الخائبة في السعودية أكثر مما أثخنت في العدو الإسرائيلي، ونحن نقولها لهؤلاء المارقين الكاذبين من جنّدكم ضد أصدقاء فلسطين؟ بل من يدفع لكم المال؟ من يسيّركم في هذا الاتجاه الخاطئ، أم هو حسد بغيض على ما أنعم به الله تعالى علينا من النعم.
الشعب السعودي يعلم أن بعض الشرفاء يعلمون ويدركون حجم مساعدات المملكة لهم وجهودها في حل القضية، ويعترفون بالفضل لأهله، وهذا لا يكفي مالم يأخذوا على أيادي أصحاب السهام الخائنة الخائبة، لأن الشعب السعودي قد يتغير من مساند لقضيتهم إلى محايد، فليس من عاداتنا إيذاء الآخرين.