استيقظ الناس على فاجعة كبيرة وكارثة عظيمة؛ إذ دمَّر الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا قرى وأحياء بأكملها، وساوى بها الأرض وخلف آلاف الضحايا وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمشردين.
إن الكارثة كبيرة والخطب جلل فالمساحات التي دمرها الزلزال شاسعة، ولا زال ركام المباني يغطي العديد من الأسر، ولازالت فرق الإنقاذ تستخرج الجثث والمصابين من تحت الأنقاض، والمناطق السورية التي وقع بها الزلزال والتابع منها للمعارضة السورية تُعاني أصلًا من الحصار والدمار جراء الحرب والبراميل المتفجرة مما جعل الزلزال كارثة على كارثة كما أن الحصار وإجراءات التنقل أدى إلى تأخر فرق الإنقاذ وقوافل المساعدات من الوصول للمحتاجين مما فاقم مصابهم وأغار جراحهم.
ولأن الكوارث والأزمات تميز المواقف؛ فقد سارع البعض للمساعدة والإغاثة وتلكأ غيرهم وتنكر آخرون وكعادتها السعودية حكومة وشعبًا سبَّاقة للمساعدة والغوث تنطلق في ذلك مما تُمليه عليها قيمها ومبادئها العربية الإسلامية الأصيلة؛ فأطلقت حملة التبرعات وتولى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إدارتها وهب الشعب كما هي عادته للمساهمة ووفرت التقنية الإلكترونية الكثير من الجهد والوقت، ولازالت الحملة مستمرة، ولازال السعوديون يتسابقون في المساهمة
والتبرع، وهي سجية متجذرة نعتز بها ونفخر تطابق فيها الشعب مع القيادة.
ومع هذه المناظر الدامية والجروح النازفة، نرفع أكف الضراعة إلى الله العلي العظيم أن يرحم الأموات، ويتقبلهم في قوافل الشهداء، وأن يشفي المصابين ويربط على قلوب المنكوبين، وأن يديم على مملكتنا الغالية ما حباها الله به من نعم، وما تميزت به من سجايا.
بقي أن نعلم أن اليابان أكثر الدول عُرضة للزلازل إلا أنها استطاعت أن تخفف من آثارها وتقلل من ضحاياها بمواصفات البناء المقاومة للزلازل وبخطط طوارئ مُحكمة؛ ولذا فإن على كل الدول وخاصة تلك التي تقع بأماكن – كحال تركيا – تنشط بها الزلازل أن تُعيد النظر في مواصفات البناء؛ لتكون مقاومة للزلازل إضافة إلى تصميم وتفعيل خطط طوارئ فعالة؛ فقد شاهدنا عمارات وأحياء سكنية خرت على ساكنيها.
0