كل عام يترجل آلاف الموظفين عن صهوات كراسيهم؛ لينضموا لقوافل المتقاعدين التي تتزايد عامًا بعد عام، ورغم أن التقاعد ربما شكَّل أزمة نفسية للبعض، إلا أن آخرين يرونه فرصة لحياة هادئة وفرصة للتفرغ وتحقيق ما لم يسمح الوقت السابق بتحقيقه، فيما تندر غيرهم بأن كلمة “متقاعد” مكونة من جزئين (مُت – قاعدًا).
ولا شك أن المتقاعدين وهم فئة غالية على الجميع لهم احتياجات أولها وليس أهمها تحسس أوضاعهم المالية، ومنحهم علاوة سنوية تغطي نسبة التضخم بالأسعار، وتخفيضًا على أجور وسائل النقل، وإعفائهم من الرسوم الحكومية.
أما أهم المطالب التي يحتاجها أغلب المتقاعدين إن لم يكن جُلهم هي ايجاد أماكن وقنوات ومراكز يستطيع من خلالها أن يجد نفسه ويشعر بقيمته وكيانه ويقضي فيها وقتًا ممتعًا، فضلًا عن الإفادة من خبراته التراكمية ومزجها بحيوية الشباب، ولو تم إنشاء موقعًا إلكترونيًا للجهة يُجمع فيه ويُصنف ما لدى المتقاعدين من خبرات تراكمية ومهارات تشكلت خلال سنين عملهم، وقسم صغير يتم إنشاؤه في الهيكل التنظيمي للجهة يشرف عليه وينسق مع المتقاعدين، ولو أن مؤسسة التأمينات الاجتماعية بعد دمج المؤسسة العامة للتقاعد بها، وهي تسعى لترشيد النفقات (وهذا واجبها) سعت لتقديم بعض الخدمات للمتقاعدين التي لا تكلف سوى التواصل والتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة، كما أن على جمعيات المتقاعدين بكل منطقة المبادرة والعمل على تفعيل ذلك.
وأن من المناسب أن أعرج في هذه المساحة على ما أراه محفزًا لحياة مستقرة للمتقاعدين:
– التخطيط والاستعداد لهذه المرحلة من العُمر.
– تقوية الجانب الديني والتقرب لله بالطاعات.
– تنشيط العلاقات الاجتماعية.
– السفر وممارسة الرياضة.
– وأن يستمتع بما ادخر من مال؛ فقد حل وقته.
– البُعد عن المشاريع الجديدة تجارية أو غيرها.
ولأن رؤية المملكة (2030) شاملة؛ فإن للمتقاعدين منها نصيبًا موفورًا بدءًا من جودة الحياة التي ستُلامس احتياجات الجميع، والتحديثات المستمرة على الأنظمة ذات العلاقة بهم، وآنسنة المدن وغيرها مما يُبشر بحياة رغيدة للمتقاعدين، وليس الموت قاعدًا.
0