المقالات

لماذا ايقاع العقوبة هو الرادع ؟

أتمنى أن يرتفع سقف الثقافة لدينا حتى يشعر كل فرد في هذا المجتمع أنه رقيب على نفسه ومسؤول عن تصرفاته، وأن عليه المحافظة على مجتمعه الصغير؛ لأنه جزء لا يتجزّأ من منظومة المجتمع الكبير، وأن ارتكابه لأي خطأ يدل على تدني مستوى الثقافة لديه.
حينها سيتولد لديه طاقة إيجابية تمنعه من ارتكاب الأخطاء المتعمدة ابتداءً من إلقاء المخلفات من نافذة السيارة؛ وانتهاءً بجميع المخالفات أيًا كانت مرورية أو اجتماعية، وحينها أيضًا لا نحتاج لتطبيق عقوبات رادعة مادية أو معنوية.
صحيح أن هناك بعض الفئات لا يجدي معهم سوى استخدام العقوبات لكنهم ثُلة قليلة مقارنة بما ننعم به من نهضة نوعية وثقافة عالية في جميع المجالات.
وتبقى العقوبات جزاءً رادعًا لمن إذا أمن العقوبة أساء الأدب؛ ولذلك لا بد أن يتولد لدينا الحس الثقافي الراقي عنوانه: (حب الوطن من الإيمان)، ودفاعنا عنه لا يقتصر على حراسة حدوده، وتوطيد دعائم الأمن فيه بل يتجاوز ذلك إلى بناء الإنسان وتنمية المكان، ولن يتحقق إلا بزيادة الوعي لدى الجميع، والبُعد كل البُعد عن كل ما يعكر صفو المواطنين والمقيمين والزائرين من تصرفات خادشة للحياء ومخالفة للذوق العام.
ومن هذا المنطلق فإن الرقابة الذاتية ستكون رافدًا مهمًا لبناء الوطن، والمحافظة على ثرواته وإيثاره على كل نفس ونفيس بعيدًا عن الخوف من العقوبة والقلق من الرادع.
ومن المؤكد أن تراكم العقوبات؛ وخاصة المالية منها يؤدي الى تبلد الإحساس وعدم الإكتراث بالمخالفات وارتكاب المزيد منها؛ ولهذا فمن الأفضل الاهتمام بالتحفيز والتشجيع ومكافأة المتميزين في المحافظة على نظافة البيئة والذوق العام من قبل أمانات المناطق ضمن مهرجانات سنوية يتخللها تكريم للمتميزين في مجال الاهتمام بالبيئة، وما يساهم في جودة الحياة.

كاتب رأي ومستشار أمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى