سبحان الله الذي يأذن بتغيير الأحوال من الوصب والنصب إلى النعيم والرفاهية، ومن النعيم والرخاء إلى الشدة والضيق، وفي هذا اليوم ٢٢/٢/ ١٧٢٧م- ١١٣٩هـ كتب الله لهذه البلاد وأهلها، على يد ابنها الفذ الإمام (محمد بن سعود آل سعود) عزًا وتمكينًا ومنعة، ورخاء ورفاهية، وانعتاقًا من الضيق إلى السعة، ومن الجهل إلى العلم، ومن الضعف إلى القوة، ومن التفرق إلى الاجتماع، ومن الفقر إلى الغنى، ومن التقاتل والتباغض إلى الألفة والمحبة، ومن الذل والخوف إلى المنعة والأمن، ومن المرض إلى الصحة، ومن البداوة إلى التمدن، ومن التعب والشقاء إلى الراحة والنعيم الوارف، ومن الشرك إلى توحيد الله الخالص، ومن الهوان على الناس إلى التقدير والاحترام، ومن لا شيء إلى كيان متكامل البناء، أرسى قواعده، وثبت أركانه الإمام الموحد الملك (عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود) -طيب الله ثراه-، وتتابع أبناؤه من بعده في البناء والتطوير حتى غدت اليوم دولة قوية تحتل مكانة مرموقة بين الدول بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين الأمير (محمد بن سلمان) -حفظهم الله- وأعانهم وسددهم.
فهذه مساجدنا، وهذه مدارسنا وجامعاتنا، وهذه مصانعنا، ومستشفياتنا، ومراكز أبحاثنا، وهذه مكتباتنا تعج بأنواع من مؤلفاتنا، وهذه مدننا، العمرانية منها والاقتصادية، وهذه وسائل مواصلاتنا البحرية والجوية والبرية، وهذان الحرمان الشريفان، وقبل هذا وذاك هذه قيمنا وأخلاقنا، وكلها تشهد بالمكانة السامية التي يسرها الله لهذه البلاد، والرفعة التي أرادها الله لهذا الوطن الأبي، بقيادة حكامه وولاة أمره، وشاهدة على الجهود التي بذلوها في بنائه، وجمع أهله على كلمة سواء- رحم الله من قدم على ربه، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وسددهم ومكنهم وأيدهم، وحفظ لنا ولهذه البلاد أسرة آل سعود- اللهم آمين.
إخوتي:
هذه نعم عظيمة لا تدوم إلا بالشكر لله والثناء عليه، والدعاء لولاة أمرنا بالسداد والتوفيق، وحبهم والاعتصام بحبل الله المتين، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ …) (آل عمران: ١٠٣)
0