سُؤلت كيف ترى يوم التأسيس وما مكاسبه الوطنية على الشباب ؟
فقلت مجيبًا، مجد وأي مجد تأسيس دولة وبناء كيان وتشييد حضارة لم يسبق لها مثيل بعد دول الإسلام الأولى في جزيرة العرب.
التأسيس هو تأسيس الإمام محمد بن سعود للدولة السعودية الأولى حين تولى إمارة الدرعية 1139 هـ / 1727م .
والتأسيس استذكار أمجاد ملحمة التوحيد، والتفاف الشعب حول قيادته الرشيدة المتطلعة، والساعية إلى تحقيق الوحدة والأمن والاستقرار، والعدل والاعتدال والسلام، ونشر المعرفة وتحقيق التنمية.
التأسيس يُذكرنا بالجذور التاريخية العريقة للدولة السعودية القائمة منذ أكثر من٣٠٠ عام، والممتدة بجذورها عبر الزمن إلى إنشاء الدرعية عام 850 هـ على يد الأمير مانع المريدي جد الأسرة السعودية، بل ومنذ نزول بني حنيفة بقيادة عبيد بن ثعلبة الحنفي ببني حنيفة في الحجر بوادي العرض في اليمامة منذ ما قبل الإسلام.
إنه التأسيس المؤسس على الطموح السياسي السعودي في إقامة دولة عربية إسلامية مستقلة السيادة في أرض العرب في جزيرة العرب تعيد أمجاد العرب، وتقوم على الإسلام وثقافة العرب، وأصالتهم وموروثهم .
التأسيس هو أساس الدولة السعودية التي حمت العقيدة، وحكمت الشريعة ونصرت الدعوة، وأيدت الداعية.
 التأسيس هو الأساس الصلب الذي مكَّن لآل سعود أن يحافظوا على دولتهم بإيمانهم وإخلاصهم والتفاف شعبهم حولهم وتناصرهم في توسع الدولة وجمع العباد وتوحيد البلاد بعد طول فرقة واختلاف، والتصدي لأعداء الدولة وخصومها، فلم يكد يمضي سوى ٧ سنوات حتى قامت الدولة السعودية الثانية بعد نهاية الأولى، ولم يمضِ سوى 10 سنوات حتى أسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- عام ١٣١٩هـ/ ١٩٠٢م الدولة السعودية الثالثة ووحدها تحت اسم المملكة العربية السعودية عام  ١٣٥١هـ / ١٩٣٢م وأرسى أركانها على أساس الدولة السعودية الصلب ومنهج الكتاب السنة واضعًا لبنات بناء الكيان الشامخ إداريًا وسياسيًا، وعسكريًا واقتصاديًا، واجتماعيًا وعلميًا وفي جميع جوانب الحياة.
فأنشأ مجلس الشورى والوزراء وعددًا من الوزارات، والصناعات والمدارس، والكليات والابتعاث والمواصلات والاتصالات، والزراعة والمياه والإعلام، وتوطين البادية والعلاقات الدولية القائمة على منهج الوسطية والسلم الدولي والسيادة.
وقد سار على نهجه أبناؤه الملوك البررة في مسيرة من التنمية والتطوير والتقدم وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان الذين برؤية٢٠٣٠ الوطنية يتطلعون إلى مستقبل أفضل وأعظم يحقق للمملكة مكانتها الريادية والمحورية المتناسبة مع مكانتها التاريخية، ودورها القيادي العالمي الرائد.
وإذا كان التاريخ هوية ومعرفة الشباب والمجتمع للجذور التاريخية لوطنهم من خلال الاحتفال بيوم التأسيس الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين، فإنه يجعلنا أعظم اعتزازًا وأكبر افتخارًا بهذه الدولة وهذا الوطن ومكتسباته الحضارية الوطنية التي تحققت على يد دولتنا السعودية، ومفاخرين بمشاريعه العملاقة التي تبنى الآن على أرض الوطن في كل مكان كأنموذج عالمي يقتدي به، ومنها: نيوم والقدية والمربع وحديقة الملك سلمان والبحر الأحمر وغيرها الكثير والكثير.
0